شعار قسم مدونات

بعد موتها.. هل يمكن للمبادرات الشبابية العربية استعادة تأثير الأونروا؟

blogs الأنروا

منذ تولي ترامب الرئاسة الامريكية أصدر عدة قرارات لم يكن لها مفهوم سياسي معرف أو معرب لكنه غالبا ما كانت أقرب إلى الهزلي بمعنى آخر قرارات يمكن أن تصدر من شخص أقل قدرا من منصب الرئيس أو حتى رجل أعمال كترامب. من ضمن الملفات الدائم طرحها على الطاولة المستديرة ملف الشعب الفلسطيني وقضيته ولا زال قيد الدراسة إلى حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الاسود لأجل غير معروف تاريخه لذلك يحق للجميع أن يسأل ما مصير الشعب الفلسطيني ومتى سيغلق ملفه بإيجابية، وجود كيانه كقطعة عربية مسلمة لها سلطة على نفسها من نفسها مثلها مثل أي دولة أخرى.

  
مؤخرا وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل وسكوته عن قرار كنيسة الإسرائيلي بيهودية الدولة جاء أخيرا قراره المفاجئ عن إيقاف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها المالي لمنظمة الأونروا وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى والتي أضحت مدارسها تحت تهديد الغلق قرار جاء تحت تدبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقام بتنفيذه ترامب الرئيس المتسلط.

   
شجاعة هذا الأخير لم يسبق لها مثيل فقد استطاع بجرأته فرض قراراته على العالم فعل عجز عنه زعماء آخرين وعبر عقود مختلفة على جميع الأصعدة سياسيا اقتصاديا وحتى اجتماعيا فتوقيفه لدعم الأونروا والتي تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر المساهمين بين الدول الأعضاء بدعم قدره حوالي ثلاث مائة وخمسون مليون دولار مبلغ يمثل ربع الميزانية السنوية للمنظمة زعزع الوكالة وباعتبار أن مدارسها تحوي أكثر من خمس مائة ألف تلميذ وواحد وعشرون ألف موظف كما أثر ذلك عليها كون ضغط الدعم سيدفعها لتقليل توزيع الأغذية وكذلك الأدوية للاجئين الفلسطينيين إضافة لذلك الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة للاعتراف بنسبة عشرة في المائة من اللاجئين أي ما يعادل نصف مليون من بين خمسة ملايين لاجئ.

قام بعض الشباب العربي بمبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي، المنصة المفتوحة لكل شيء، وهاشتاغ لمساندة الأونروا في محنتها وشملت هذه المبادرات "تحدي الكتب"، المبادرة الاكثر شعبية

لم تكتف الإدارة بقرارها إيقاف الدعم لكن توسعت محاولاتها في تحريض بعض الدول لتأييدها فيه لكنها لم تجد لصوتها مجيب كون أن القرار ينهي وبصفة علنية ملف اللاجئ إلى الأبد وأن تداعيات هذا القرار لن تبشر بخير إذا لم تفتح المدارس في وقتها المحدد خاصة على الجانب الإسرائيلي ما اعتبره البعض أنه سياسة جديدة أطلق عليها سياسة التجويع لكن إصرارها في مواصلة العمل جعلها تستقبل العام الدراسي الجديد كالعادة.

 
الغريب في الأمر أن الحكومات العربية لا زالت تلتزم الصمت لم يعرف لصوتها صدى في هذا الموضوع واكتفت فقط بإسقاط ناظريها أرضا وهز رأسها شفقة مبكمة عكس بعض الشباب العربي الذي قام بمبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي المنصة المفتوحة لكل شيء وهاشتاغ لمساندة الأونروا في محنتها وشملت هذه المبادرات تحدي الكتب المبادرة الاكثر شعبية والذي هو تحدي ثقافي إنساني جديد من نوعه يكون عبر وضع عدة كتب على الرأس مقابل كل كتاب تتبرع بمبلغ معين عبر الموقع الخاص بالوكالة شرط أن لا تسقط تلك الكتب مؤقتا والهدف هو تشجيع حماية اللاجئ الفلسطيني في التعليم والقراءة يمكن أن تكون الفكرة مستوحاة من فوق كل ذي علم عليم.

  
مبدئيا قد لاقت المبادرة استحسان شريحة واسعة من المجتمع العربي حيث شملت الفئة الأكثر تأثيرا كالفنانين والإعلاميين البارزين من بينهم الفنان الفلسطيني محمد عساف الذي كان من السباقين في التحدي كونه مدافع عن قضيته الفلسطينية والإعلامية الأردنية علا فارس والإعلامي نيشان الذي طالب كل واحد منهم أصدقائه من قبول التحدي وشريحة أخرى معتبرة معروفة على الساحة بادرت هي الأخيرة وكلنا أمل في الشباب في التمسك بالقضية ودعمها قبل الحكومة وسياستها أو التحكم بزمام الأمور من وجهات مختلفة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.