شعار قسم مدونات

كيف تصنع السعادة مع الآخرين؟

BLOGS فرح

عندما أمد حبر كلماتي بيدي لكم من مد قلبي فإنها تجد صداها في قلوبكم وتمتد إلي محبتكم التي بها أسعد. عندما أسمع أصدقائي يخبروني بالنور الجديد الذي حل على قلوبهم بمحاولات متواضعة مني لمساعدتهم بحل مشاكلهم فنلتقي جميعا ساجدين تحت عرش الرحمن، هنا تكمن السعادة الحقيقية عندما نجتمع على النور الأوحد وعلى الخير وعلى بركة الله.

  

السعادة لا يمكنك إحداثها لوحدك إن لم تشاركها مع الأخرين، إذا أردت السعادة لنفسك فأنت حكمت على نفسك بالسجن وتعيش بعالمك لوحدك متوهما بسعادتك. وما أن تخرج من عالمك الوهمي هذا ستصطدم بالناس عند أول تعامل لك معهم. إن لم تصنع خيرا مع غيرك لن تتحقق سعادتك. وأن أردت سعادة لوحدك فهذه قمة الأنانية منك حتى لو كان من حولك وعيهم أقل من وعيك وتجد عدم انسجام وتناغم معهم وفرق شاسع بالوعي لأن يد الله فوق يد الجماعة.

   

ربما سعادتك ستظهر مع ناس أخرين جدد بحياتك أو أنك ستستطيع أن تغير وضع من حولك للأفضل فتتحصل على نتائج شافية لك ولهم وتزدهر العلاقة بينكم باليُسر والخير

يمكنك أن تبدأ بتغيير نمط تفكيرهم بالخفاء ودون علمهم بأن تجلس جلسات تأمل وتبدأ بإرسال طاقات المحبة والشفاء والنور لعقولهم وقلوبهم. فالله يعمل بالخفاء وقوى النور تعمل بالخفاء أيضا لذلك الظاهر أمامنا فقط نرى الشر والنصب والاحتيال والحقد والكراهية والحروب. لكن في الباطن هناك أعمال هائلة من أهل النور يحرثون ويزرعون الخير في كل مكان وفي كل بذرة كما ويزرعون أعمدة نور في سائر أقطاب الأرض. فلا تكترث لما تراه على السطح فهذه قشور لا تُهم ستُزال بعد أجل مُسمى.

     

كذلك أنت عليك أن تعمل بالخفاء بقوى النور التي تملكها لمن تحبهم من حولك وتعمل خير أيضا لمن حولك وتساعدهم حتى لو كنت لا تحبهم. كل ذلك لتُحدث تناغم مع من حولك وتستطيعوا أن تتشاركوا السعادة جميعا معا. ربما سيأخذك بعض الوقت من العمل والجهد لهم وممكن إذا الحالات صعبة جدا التي حولك أن تأخذك سنين حتى تستطيع أن تلاحظ أي تغير عليهم. ولا تنسى المعاملة الحسنة معهم حتى وإن كانوا يعارضوا رأيك وتصرفاتك طول الوقت، تحملهم وأصبر الصبر الجميل وإن الله مع الصابرين وستجده يساعدك وستلاحظ بشائر خير بنتائج تلوح بالتغير لوضعك ووضعهم. إذا كان خيرا لك أن يخرج بعضهم من حياتك فلا بأس تقبل أي شيء حتى لو كان زوجة أو زوج فإن مهمتك انتهت معهم. وأنت تعلمت درسا مفيدا من هذه التجربة لتنتقل لمرحلة وعي أفضل ووضع معيشي أحسن لك.

 

ربما سعادتك ستظهر مع ناس أخرين جدد بحياتك أو أنك ستستطيع أن تغير وضع من حولك للأفضل فتتحصل على نتائج شافية لك ولهم وتزدهر العلاقة بينكم باليُسر والخير، هكذا تُصنع السعادة مع الأخرين. فأنت لم تأتي هنا لتُحسن وضعك فقط بل لتجمع الإنسانية على يد رجل واحد، لذلك تبدأ بمحيطك وأقاربك وأهلك. اعتبر نفسك أنك سفينة نوح التي ستحمل وستُنجي عائلتك معك بدل الغرق بسفينة الجهل والظلمة والتعاسة. وبهذا العمل تكون أتممت مُهمتك التي أتيت لأجلها بهذه الحياة وتخرجوا جميعا من الظلمة الى النور وتكون أنت عمود النور الذي غرسه الله في الأرض ثمرة عملك الخير لتُشع من أنوار الله على غيرك لتكون رواسي في هذه الأرض ليتم نور الله بك. فأنت وسيلته وهو مقصدك لتستوي سفينتك على الجودي من جود كرمك على غيرك. فأنت لا تستطيع أن تنجو لوحدك إلا كما نجا نوح ومعه أهله.

 

ماذا تُخبئ لك الروح

لم ترى شيء بعد من كل ممكن ومسموح

ضاقت بك الدنيا هنا وصَغُر قلبُك ولم تُبصر الفتوح

وأنكمشت بدواوين الشعراء حتى لم تُدرك كل ما يلوح

أنهارٌ تُغدق عليك بكلِ لَحظٍ بالعفو والصفوح

رحمات تتنزل عليك من ربٍ كريمٍ سَموح

آياتٌ كَتبت لك بماء الذهب قدرُك اللحوح

وعِشق سُن لك بمسك العين حتى بالحب تَفوح

   

أنت هنا مجروح

هناك أصلك الموصول بالسبوح

تعال نُسبح كل صبوح

عل يدِ فقير يستنجد بك بالشروح

وأمسك على قلب أخيك الذي ينزف دم المذبوح

لن ترتقي لكتاب عليين لوحدك إن لم تُرمم كل قلب ذا قروح

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.