شعار قسم مدونات

إصرارك سيولّد لك ما تريد

blogs نجاح

كل واحد منا إلا وله طموحات وأحلام وآمال وتطلعات مستقبلية، لكن ما يصنع الفارق بيننا غير مرتبط بنوعية الأمور والأشياء التي يراد الوصول إليها ونيلها فقط، بل وحتى طريقة العمل من أجل تحقيق المبتغى تلعب دورا مهما، وتظل إمكانية النجاح والقدرة على الإبداع وإبراز التميز متاحة للجميع، ومادام أنه بمقدورك أخذ زمام المبادرة واختيار القرارات ولو كانت بسيطة فإنك تستطيع تحويلها إلى فرص عظيمة حينما تكون جاهزيتك تامة وتخطيطك إستراتيجيا وعملك جادا، فالوصول إلى ما تريده سواء تعلق الأمر بأهدافك الحياتية الراقية أو مآربك الشخصية النبيلة لا يأتي من فراغ، ولا يمكن أبدا أن يحصل بالصدفة أو أن يكون دون تخطيط، ولا يُنتظر أن يقدم كهدية مجانية من دون أي مقابل، لأنه من الأمور التي تحتاج لكفاح ذاتي مستميت وتحد عظيم لكل ما يمكنه أن يحول بينك وبين مرادك الشريف الذي يعد الإصرار أخلص حلفائه؛ فمن دونه لا داعي للحديث عن بلوغ المراد.

     

إن النجاح في كل ما تبتغيه بمشوارك الحياتي؛ سواء تعلق الأمر بما هو شخصي أو اجتماعي أو علمي أو عملي لن يصبح واقعا حقيقيا معاشا إن كنت لا تصر على جني ثمرة ما تزرعه، فالسعي إلى أهدافك المنشودة لا يتوقف بالعقبات وبالمحاولات الفاشلة، فالإنسان المثابر مداوم على الاستمرار في المحاولة بعزم ثابت، لأنها الوسيلة الوحيدة لمعانقة النجاح المستدام، لهذا لا يدع المؤمن يقينا بحقه في بلوغ طموحاته أي شيء ليقبر له ذلك الحق، فليست الظروف هي السبب في عدم حصولك على مرادك بل أنت المسؤول على حرمانك إن كنت غير مصر على نيل مبتغاك؛ فقد تخلق من ظروفك نجاحا أكبر مما كنت تتوقعه في عمق معاناتك، ولتوضيح حقيقة الإصرار ينبغي الإجابة عن هذا التساؤل المحوري: كيف يصبح إصرارك طريقا للوصول لما تريده أن يكون في حياتك؟

    

يعد الإصرار كشعور داخلي عظيم من أقوى المحفزات المعينة على تحقيق ما تسعى إليه بثقة عالية، فهو بمثابة الوقود المحرك للطموح، والباعث الجيد للحماسة والرغبة والدافعية الفعالة، كما أنه يمنعك من توجيه اللوم إلى نفسك عندما تفشل في خطة ما، ويجعلك تبذل الكثير من الجهد وتقاوم الشعور بالتعب والملل، لأنه تصير لديك طاقة إيجابية بها تقدم الدعم المعنوي اللازم لذاتك بمفردك دون انتظاره من أحد، فتسعى بذلك سعيا حثيثا إلى تنفيذ أهدافك وخططك في الوقت المناسب وتجنب التأخير والتأجيل بحجة الظروف، وإذا ما تعثرت فإنك لا تكف عن المحاولة بل تزيد منها لنيل مرادك، وترتفع ثقتك بنفسك لاعتقادك بأنك تستطيع الحصول على أي شيء تريده، وتشعر بذلك أنه ليس هناك ما يوقفك ويحرمك مما تبتغيه بإصرار مقترن بتوكل تام على المنان.

     

دائما ما يكون الإصرار خلف وصولك لشيء كنت تبتغيه، ونجاحك في بلوغ مرادك ليس نهاية الطريق وفشلك في ذلك لا ينقص من قدرك ولا يقلل من قيمتك في شيء

كثيرون هم من لديهم إمكانيات لا يستهان بها إلا أنهم لا يبلغون مرادهم لا لشيء إلا لانعدام الإصرار في حياتهم، وبالرغم من أن تحدي الصعاب أمر بمقدور كل البشر وليس فوق طاقتهم إلا أن البعض منهم فقط من يصلون لما يريدونه؛ لأن هناك صنفا منهم يستسلمون لمجرد وجود ما يعرقلهم في طريقهم نحو نيل مرادهم، ويرضون بأن يعيشوا حياة دون المستوى المطلوب، فلا قيمة للمرء إن لم يكن صاحب إصرار مستمر، فبه تتطور كثير من قدراتك وتنمى مختلف مهاراتك، وتعطي للإنسان الكامن بداخلك الفرصة ليظهر فيما تسعى له ولو بعد حين، ومن المؤكد أنه بإصرارك لا تجعل أي شيء بعيد المنال وتصبح قادرا على تحقيق ما ترجوه مهما كان صعبا.

    

الشخص المصر في شق طريقه نحو ما يريده يقدم أعظم معاني المثابرة التي تذكي جذوة نجاحه وتفضي إلى لحاقه بقاطرة التميز، فبالإصرار نخط خارطة طريق فيها كل ما يدلنا على كيفية مجاوزة العقبات والعثرات بشكل أكثر فاعلية، وبه أيضا يبني المرء سدا منيعا يقف حائلا بينه وبين الانكسار والاستسلام؛ إذ أنه لا يكف عن السعي لبلوغ مراده وإن بدت له مخايل صعوبة المهمة في البداية، فسرعان ما يمحيها من مخيلته ويزيلها من تفكيره بالدأب على العمل وعظيم المصابرة، لهذا نقول بأن: المتمسك بالإصرار لا يثبطه عن الفعل والإنجاز مُثبط، ولا تهوله مشاق الطريق نحو الحصول على ما يبتغيه، كما أنه لا يتزهد فيما يتطلع إليه، وسريعا ما يسكت الأفواه المشككة في كفاية قدراته على إنجاز ما يصبو إليه؛ فكل ما يسمعه من عبارات التحطيم لا تزده إلا قوة وثباتا، وفي آخر المطاف يبرهن على أنه مع إصراره يتمكن كل التمكن من الحصول على ما يريده.

   

دائما ما يكون الإصرار خلف وصولك لشيء كنت تبتغيه، ونجاحك في بلوغ مرادك ليس نهاية الطريق وفشلك في ذلك لا ينقص من قدرك ولا يقلل من قيمتك في شيء، وبإصرارك وحده يمكنك أن تكمل الطريق في أي ظرف كيفما كان، فالنفوس العظيمة لا تستسلم ولا تجد راحتها واستقرارها إلا في التحدي لتحصل على ما تريده، لإيمانها القوي بإمكانياتها؛ فهي وحدها الأعلم بمستوى قدراتها ولرغبتها جامحة للوصول للأهداف المنشودة، وعندما يتجسد الإصرار في كيانك لا يقبل التراجع فإنه يستكنُّ مندفعا عبر طموحاتك التي تصبح بلا سقف محدد، وستزيد الثقة بقدراتك بشكل كبير لو تفحصت القصص الملهمة من حولك، لأنك ستتأكد من خلالها بأن الإصرار لوحده قد يكفيك في رحلتك لنيل ما تريده.

   

إنه لأمر مفروغ منه تماما حرمانك مما تريده إن كنت ممن يهاب تجاوز المصاعب والعقبات؛ الأمر الذي يستدعي اتخاذك الإصرار عنوانا بارزا في حياتك، بتحدي الظروف وامتلاك الشجاعة الكافية لتخطي العراقيل للوصول لمبتغاك، بحيث لا تثنيك أية قوة عن تحقيق ما تصبو له، واصل الجهد والعمل الدائم، وإياك والاستسلام واليأس لمجرد الفشل، إذ ليس من العيب السقوط أبدا، ولكن العيب كل العيب أن تركن إلى الإحباط، وتتوقف بذلك عن المحاولة في التقدم والتطور، وحين تنكسر تشبث بإصرارك فلن ترممك سوى نفسك المصرة، وحينما تنهزم لن ينصرك سوى تشبثك الملح بالفوز وتصميمك العنيد على نيله، فقدرتك على الوقوف بعد الخسارة مرة أخرى لا يملكها سواك، لذا نقول: وحده الذي يصر على مطاردة ما يريده هو الذي يحصل عليه.

  

اجعل الإصرار الممزوج بالتوكل على الله سلاحا لاقتناص ما تريده أن يكون في حياتك، وحلق بعيدا بأهدافك لأبعد مدى، وسيُفرح الفتاح قلبك بنيلك لمرادك في الوقت المناسب، ولتطمئن فالصعب سيهون ما دمت مصمما على بلوغ مرادك بالسير بخطى واضحة لتحقيق النجاح في ذلك بإرادة الله وعونه حتى إذا رأى الآخرون ما تريده أمرا مستحيلا، فلتنطلق بسعي حثيث لتبلغ غاياتك، وثق بأنك تستطيع الوصول إلى ما تريد بإصرارك، ولتعلم أن السير نحو ما تريده رحلة تحتاج إلى جهد دؤوب وعمل متواصل، وتذكر دائما بأن الإصرار شرط لازم للنجاح في أغلب الخطوات التي تخطوها في حياتك، فإذا قررت تحقيق شيء ما ينبغي أن تسعى وراءه بتصميم مستمر، وستجد أنك تصل إلى مرادك بوتيرة أسرع مما كنت تظنه.

   

صحيح أن الإصرار من أهم المفاتيح المهمة لنيل ما تريده وهو أيضا مشكاة لكل إنسان ناجح، إلا أنه قد يعطي مفعولا عكسيا إذا تم استخدامه بطريقة خاطئة، لهذا ينبغي أن تحترس جيدا بألا تتشبث بنهج واحد في كل محاولة لنيل ما تريده، فتنتظر بذلك حدوث أمر أشبه بالمستحيل؛ إصرارك الأعمى بالاعتماد على الأساليب ذاتها سيقودك إلى القيام بأفعال محتومة النتائج لا طائل منها، إياك ثم إياك أن تدع الإصرار يفقدك الحكمة، فتسقط فيما له عواقب وخيمة عليك، فقد تسمح لك الفرصة لبلوغ هدف فوق الذي كنت تبتغيه فيغريك بالرغم من أنه لا يناسبك ويتسع لقدرات أكبر من التي لديك؛ أي أنه فضفاض على ما تملكه من موصفات، فلا تستعجل قطف ثمار إصرارك، ولا تنسى أبدا أنك ما دمت على قيد الحياة فإن فرصك في الحصول على ما تريده تبقى قائمة ولا تنعدم أبدا. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.