شعار قسم مدونات

محرز وصلاح.. فخرا الجزائر ومصر والعرب قاطبة

blogs محرز وصلاح

إلى فرنسا حجَّ كثير النجوم من أنحاء العالم فرادى وجماعات، لم يكن الحج تلبية لدعوات حضور مهرجان كان سينمائي الذي تستضيفه المدينة السياحية والواجهة الفنية الثانية بالبلد بعد العاصمة باريس للتنافس على حمل السعفة الذهبية للإنتاج الافضل في السنة، أو للاستمتاع بعطلة جميلة في الواجهة الساحلية للبلدة. حجُّ النجوم الإثنين الماضي إلى باريس عاصمة الجن والملائكة كان رياضيا بحتا استقطب كثير الفنانين في مجالهم، سافروا لحضور الحدث الرياضي الكروي الأضخم الذي يحدد الأسد الأبرز الذي سيكون ملكا على غابة كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في بقاع المعمورة.

    

المفاجأة لم تكن كبيرة حين فتح النجم الإيفواري ديدييه دروغبا الظرف الذي يحمل اسم نجم السنة، والذي سيتوج بالكرة الذهبية التي تقدمها مجلة فرانس فوتبال كل عام، اسم كُتِب خمس مرات كاملة في العِقد الماضي حتى تعود كثيرون على رؤيته وحفظوا حروفه، اسم أصبح متوقعا ومألوفا ولا تختلف الأغلبية على أحقيته بلقب الأفضل، بل ويطالب كثيرون بمنحه له كل سنة ولا ضير في مرافقة مِمَن تألق معه خلالها. بطل الليلة كان البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي صاحب القدم اليسرى الذهبية الذي يواصل تسيده للمشهد الكروي العالمي رغم التقدم في السن ورغم الإصابات التي تعددت وجعلته يصرح بألم قبل أسابيع قليلة "الجسد لا يُظهر أي رحمة، مع مرور السنوات يُصبح الأمر أكثر صعوبة".

   

الآلام لم تمنعه من مواصلة إرسال الإشعاع الذي لا يقل جمالا عن إشعاعات النجوم والكواكب، إشعاع تراه جليا أمامك كل ما سنحت الفرصة في دقائق المقابلات التي يتواجد بها داخل المساحة الخضراء المستطيلة. بعد الكرة السادسة للظاهرة الكروية الأرجنتينية يُفتح باب التساؤل على مصراعيه، متى سيأفل إشعاع النجم الأكبر ويخفت الضوء المنبعث من جنبات ملاعب أسبانيا، أوروبا، والعالم، والذي سيجعل من عشق الكل للساحرة المستديرة يتضاءل فلا شغف بالساحرة بدون الساحر الأبرز!

    undefined

  

على الرغم من أن ميسي كان عريس الليلة في باريس الفرنسية، إلا أننا في الجزائر ومصر وكل البلدان العربية كان لنا عريسان اثنان انتظرنا معرفة ترتيبهما داخل النجوم الكثر بشغف، حتى أُرسِلت البشائر وتوزعت علينا، حيث أهدانا المصري مركزا عالميا خامسا ولم يتأخر عنه الجزائري كثيرا ليأتي عاشرا في إنجاز عربي تاريخي بتواجد نجمين في التوب 10 للأفضل عالميا، إنجاز النجمين لم يأتي من فراغ أبدا فموسم الفنك والفرعون كان استثنائيا من كل النواحي.

  

حيث كان لكل منهما نصيب من الألقاب، فالتهم الجزائري رفقة نادي مانشستر سيتي الكعكة المحلية كاملة بكل أجزائها، الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الرابطة والتي كان فيها اللاعب الأفضل، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الدرع الخيرية، وكان قريبًا أيضًا من إكمال آخر دورين من دوري الأبطال لولا الهدف القاتل من الإسباني يورنتي في ربع النهائي ضد توتنهام. ولم يكتفي رياض بالتألق مع ناديه فقط بل حقق إنجازا قاريا كبيرا جدا وتاريخيا بعد الفوز بكأس الامم الافريقية، بعد أداء راقي جدا خلال كل أطوار الدورة وهبته ثناء عالميا منقطع النظير.

   

في حين نال المصري جزءًا كبيرًا من الكعكة الخارجية بتتويج تاريخي بدوري الأبطال، جعله ثالث لاعب عربي يتوج بذات الأذنين بعد الجزائري رابح ماجر مع بورتو البرتغالي قبل 32 سنة في النسخة القديمة، والمغربي أشرف حكيمي مع ريال مدريد الإسباني قبل موسمين، قبل أن يضيف جزءا أخر من الكعكة الاوروبية بعد التتويج بكأس السوبر الأوروبي. ونال محمد صلاح لقبًا فرديًّا آخر إضافة للقب الموسم قبل الماضي حين توج بالحذاء الذهبي الذي يمنح لهداف الدوري الإنجليزي بعد مشاركته للأفريقيين الآخرين السنغالي ساديو ماني، والغابوني بيير إميريك أوباميانغ بـ22 هدفًا.

   

هذه المرة اجتمع النجمان في القائمة العالمية الأبرز، على خلاف ما اعتدنا عليه سابقا، والذي كانا فيه متنافسين على التشريف العربي بين جنبات أوروبا والعالم، تشريف ثنائي جاء جميلا، وبرونق خاص هذه المرة، وكان هدية لهما على ما قدماه خلال موسم شاق، ثنائية من ذهب اجتماعها قد يخفف حدة التناحر، والبعد السلبي للنقاش في الكثير من المنابر الاعلامية، وعبر الصفحات في كل منصات التواصل الاجتماعي، والتي يعطي فيها كل معسكر هالة إعلامية للاعبه المفضل دون الآخر، بدل الجمع بينهما في مسألة التشريف العربي، فكلاهما رفع راية بلده عاليًا في الملاعب العالمية، وشرّف العرب أحسن تشريف خلال السنوات الأخيرة منذ التحاقهما بأندية الصفوة في أوروبا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.