شعار قسم مدونات

لا تُظهر نقاط ضعفك!

blogs تفكير، تأمل

لم تُخلق عبث، وسنعيشُ الحياةَ مرةً واحدة لا أكثر، كل ما عليك يا صديقي أن تبحث عن ذاتك وأن تعرف أين أنت، وماذا تريد وأن تعرف قُدراتك وأين يمكن توظيفها. ومن ثم حَرك قدمك خطوة للأمام وأبدا سير الطريق وخوض المعارك وحيداً وأخرج منها أقوى وتعلَّم العِبر والدروس من كل موقف وكن دائماً قوياً واستمد ثباتك من الله فهو يحب المؤمن القوي وثق بنفسك ولا تحارب من أجل الحلم كي لا تصل مُنهك وإنما أعمل وفكر وتعلَّم وهكذا تصل في جهدك وكما أحببت. 

فابحث عن نفسك بين الكتب وبين العبارات وبالأزقة والطرقات وبهطولِ المطر وبشروقِ الشمس فلن تجد ذاتك وأنت جالس في المنزلِ أمام التلفاز ولن تجدَ نفسك وأنت تلهو وتلعب وتُضيع الوقت مع أصدقاء السوء. فداخل كُل منَّا طاقة ومَلَكة مدفونة بأعماقهِ وكل ما عليه أن يصبر ويُجيد عملية البحث والتنقيب كي يتمكن من إخراجها ويعرف نفسه أين هو ومن بعد هذه النقطة. يبدأ مشوار الحياة ويباشر المسير في الطرقات الصعبة والوعرة والمنعطفات وهكذا حتى تصل إلى خط النهاية إلى ما تريد.

ولا تحكم على ذاتك بالزَلل إن درست في كلية ما ورسبت، فربما أنت لست منها وهي ليست منك وليس فشلاً إن بدأت بعمل ولم تنجح وليس سيءً ابداً إن حاولت فعل شيء ولم تتمكن فالتجربة بحد ذاتها نصف النجاح. لذلك ابحث عن نفسك بالكتب الدراسية التي وجدت ذاتك فيها وتأكد أن الأهمية ليست بأن تصبح مهندساً أو دكتورً أو طياراً وإنما الأهم أن اتلقى تعليمي برغبة وشغف وحُب وأن أفتح الكتاب وأنا متأكد أني في طريق النجاح برغبتي وليس غصباً عني. 

مهما قست الأيام تذكر أن هناك ربٌ كريمٌ عليمٌ بصيرٌ بحالِ عباده لا يردُ عبداً قد طلبه حتى وإن تأخرت الاستجابة، وستدرك بعد ذلك أنك نضجت وأصبحت أقوى وانتهيت من المنحدرات والمنعطفات في المسير

ودائماً راجع الأيام السابقة وأنظر إلى ما فعلت وتَهَذب من ذاتك وافتخر بإنجازاتك، وقارن نفسك بالأمس مع نفسك اليوم وغداً ولا تقارن نفسك بالآخرين، وإذا كُنت مرتكباً للأخطاء فحاول إصلاحها وإذا أخطأت بحق الآخرين اعتذر فهذا ليس فشل أو دليل ضعف وإنما العكس تماماً دلالة على الشجاعة والاعتراف بالخطأ والرجوع عنه. 

ولا تُظهر نقاط ضعفك للآخرين وإنما حاول التخلص منها وأبرز تلك القوة حتى وإن كانت مزيفة فالأهم إلا تنكسر أمامهم ويُقال عنك ضعيف أو غير ناجح. ولا تنسى القراءة يا صديقي فما وَجَدَ الإنسان نفسه إلا بها وما عَرِِفَ الناس والأشخاص الآخرين إلا بالتجارب والمعاملة وذلك اليوم الذي ترتفع به سوية عقلك ستجد نفسك بعيداً جداً عن الكثير من الأشخاص ليس من باب الكِبرة وإنما لأنك عرفت أنهم غير مناسبين غير داعمين غير محفرين ربما أشخاصاً مختلفين تماماً عنك. 

ولذلك تأنى باختيار أصدقائك وبيئتك المحيطة حتى لا تكون عامل ضعف وضرر بالنسبة لك تندم عليه. وتذكر وأنت تبحثُ عن ذاتك أيضاً أن تسامح الآخرين وتعفو كي لا يصبح لديك جيشاً من الأعداء ولكن إياكَ أن تنسى أولئك الأشخاص الذين لم يقفوا معك ولم يساندوك يوم كنت ناجحاً وشَمِتوا بك يوم مررت بمرحلة تشبه الفشل ولكن تقودك من يدك إلى طريق النجاح والفخر. 

والآن انهض ونفض الغُبار عن عيناك وعن كتفيك وأخرج إلى الحياة ثانيةً كما خرجت أول مرة من رحم أمك وجبَّر نفسك بنفسك بكلماتك بنجاحاتك بإبداعك أو بأي شيء ولا تيأس فهناك مسافة شعرة بين الأمل وفقدانه لذلك لنحافظ عليها ولنحميها من التلف بالمآسي والآلام، لنهتم بها ونُسرحها بالحب والسعادة حتى وإن كانت وحيدة ولنغسلها ببلسم القوة دائماً وكُلما كُسرت ألصق نفسك بابتسامةٍ عريضة وأنظر إلى من هم اسواء منك حالاً. ولا تسمح للآخرين بإحباطك وإلبَاسكَ ثوب من الخيبة. 

ومهما قست الأيام تذكر أن هناك ربٌ كريمٌ عليمٌ بصيرٌ بحالِ عباده لا يردُ عبداً قد طلبه حتى وإن تأخرت الاستجابة، وستدرك بعد ذلك أنك نضجت وأصبحت أقوى وانتهيت من المنحدرات والمنعطفات في المسير وتعلمت الكثير من الدروس التي لن تنساها ابداً وقف وأنظر خلفك الآن سترى جبلاً كُنت قد تركته وانظر للمرآة تعكس لك ذلك الشخص الممتلئ بالكدمات والجروح والمآسي كيف أصبح الآن وكيف وصل إلى القمة وتذكر دائماً عليك المشي كي تُحقق ذاتك. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.