شعار قسم مدونات

كيف لنا أن ننشئ جيلاً يصل بنا الى المريخ؟

blogs أب وابنه

الجيل هو مرحلة التعاقب الطبيعية من أب إلى ابن، ويعرّف تقليديا على أنه "متوسط الفترة الزمنية بين ولادة الآباء وولادة أبنائهم ومدة الجيل من 23-30 سنة. هناك الكثير من الاختلافات التي تكون بين جيل الآباء والأبناء  فيربى الابن على ما كان ماضياً وعلى ما هو عليه بحاضره  فإما أن يأخذ بالماضي أو الحاضر أو كلاهما.

وهنا يقع الابن كما وقع أباه من قبله في هذا الاختلاف من تطور فالحياة العملية والاجتماعية والعلمية والفكرية وغيرها وما يهمنا هنا هو التطور الفكري للجيل من مبادئ وقيم التي يحملها الابن من صغره ليصبح شاباً ثم أباً وينقل هذه المكتسبات إلى ابنه وابنته ويجب أن لا ننسى أن للفتاة التي ستصبح أماً في المستقبل الدور الكبير في تربية هذا الجيل لأنه وبشكل أساسي يعتمد تطور المجتمع ونقله من الخراب إلى الإبداع على النمط الفكري للفئة التي تحكمه.

وكل مجتمع يختلف عن الآخر في نمطية التفكير واكتساب هذه المبادئ فمثلاً هناك فرق واضح بما يحدث في المجتمعات الغربية والشرقية وعلينا التركيز على الوطن العربي ككل، وهنا أريد توضيح أن على واقعنا الحالي إصلاح ذاته لأنه في القريب سيصبح قائد لجيل يجب أن يكون عظيماً ويصعد بنا إلى المريخ لنكون أرقى وأنضج وأوعى.

التواضع من أعظم المبادئ التي يمكن زرعها في جيل فهي ترفعه ومن تواضع لله رفعه ومن تواضع للناس أحبوه وأيضاً مبدأ الأمانة والإخلاص وعدم السرقة وإيذاء الغير

فالمبدأ هو مجموعة من الأفكار الأساسية الموجودة داخل كل إنسان منا وأيضاً هو من أسس العقيدة العقلية القوية والتي يتم بناء عليها النظام، ويتولد من خلال مبادئ الإنسان بشكل عام النظام الذي تسير عليه الحياة الخاصة بذلك الشخص فيما بعد، أما القيم هي مجموعة من الأفكار والصفات الإيجابية التي يكتسبها الشخص خلال معاركه في هذه الحياة.  

في بداية الأمر يجب علينا كآباء أن نهتم بأطفالنا ونربيهم تربية صحيح وسليمة فمجتمعنا يعد الدين أساس كل شيء والكثير من هذه الصفات المكتسبة منه فوجب علينا زرع هذه المفاهيم في الجيل الصاعد ليعرف أنه يجب أن يعود في كل شيء لعقيدته ودينه وأيضاً علينا أن نُحذر من الآفات الدخيلة وغير الدخيلة على مجتمعنا كالمخدرات والزنا والخمور والشذوذ وغيرها من الأمور التي تذهب بهذا الجيل للخراب فبعد هذا الأمر يكُن من السهل زرع وترسيخ كل القيم والمبادئ والأخلاق في الجيل.

وأريد ذكر بعض هذه المبادئ لنعرف أكثر ما علينا فعله، فالتواضع من أعظم المبادئ التي يمكن زرعها في جيل فهي ترفعه ومن تواضع لله رفعه ومن تواضع للناس أحبوه وأيضاً مبدأ الأمانة والإخلاص وعدم السرقة وإيذاء الغير هنا يكون قد صنعنا أشخاص يقودون هذه البلاد ومن الممكن أن يتسلموا مناصب في بلادهم وفي النتيجة نحصل على جيل ليس بفاسد ولن يسرق لا بيت أحدهم ولا وطنه. 

أما القيم فهناك قيمة المرونة الفكرية التي تسمح وتسهل على الشخص التعامل مع أي شخص وتبادل وجهات النظر بكل أدب واحترام وهذه النقطة بالتحديد تحتاج إلى مقال كامل لتفصيلها أكثر وأيضاً قيمة التعاون كان بين الأهل أو الأصحاب أو حتى بعمل الفريق وأخيراً وليس آخراً قيمة الثقة بالنفس ولكن بحدود ضمن المعقول كي لا تصبح ثقته بنفسه غروراً.

من الضروري أيضاً تعليم الجيل كافة الصفات الإيجابية والخيرة مثل التعامل اللطيف مع الناس وتبادل وجهات النظر والنصيحة وحب الوطن وأن الأوطان عقيدة تفدى بالدم والروح ويجب أن لا ننسى أن للقدس والأقصى النصيب الكبير وهناك الكثير من هذه الأمور، ولو أردنا الحديث أكثر عن هذه المواضيع سنحتاج مجلدات للشرح وسنين من العمل والجهد لنصل إلى مبتغانا.

لنرتقي بالأجيال القادمة ويجب أن نهتم به أكثر وإن اخطاء نحاوره ونتفهمه ونفهم طريقة تفكيره لنصل إلى مرادنا وأيضاً عندما يتم إنشاء جيل لديه قيم ومبادئ راسخة لا تتغير سيكون تلقائياً مبدع ومثقف وأيضاً يمكنه أن يصل إلى درجات عظيمة من العلم بكافة أشكاله. العقول والأفكار أساسيات هذه الحياة ولنصل يجب أن نفكر والوسطية خير كل الأمور، فالنكُن لطيفِ الذهن ونقيّ القلب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.