شعار قسم مدونات

لهذا الأسباب يجب عليك أن نقرأ

blogs قراءة

ما هو الشيء الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص الناجحين؟ الجواب دون أدنى شك هو "القراءة"، بيل غيتس، الرجل الذي أطلق مايكروسوفت كان يقرأ 50 كتاباً سنوياً، والنتيجة أنه أصبح ثاني أغنى شخص في العالم، حتى لو كنت قد قرأت كتابًا جيدًا واحدًا في حياتك، فستعرف ما الذي تعطيه القراءة، إنها تعطيك متعة لا تضاهى، ولكن ما هي بالضبط طبيعة تلك المتعة؟ القراءة تزيلنا من بنية حياتنا التقليدية، ومن الروتين المر، والعادات المتتابعة لعيشنا اليومي، ندخل بدلاً من ذلك منطقة زمنية أخرى، ونشعر أكثر بارتباطنا بالواقع لما حدث أو يحدث أو قد يحدث خارج تجربتنا المباشرة، في كتاب تيم وينتون، يقول بطل الرواية: "أحببت الكتب – لأنها تمنحني الراحة والخصوصية وكلما غرقت فيها شعرت بالحرية".

على مر السنين، أثبتت الكثير من الأبحاث أن قراءة الكتب تساهم بشكل كبير في الذكاء العام للشخص، تحتوي الكتب على كنوز مخفية، وكلما قرأت، كلما وجدت المزيد من هذه الكنوز. تنقلنا القراءة إلى عوالم لن نراها أبدًا، وتعرّفنا على أشخاص لن نلتقي بهم أبدًا، وتغرس العواطف التي قد لا نشعر بها أبدًا. تفتح لك القراءة وجهات نظر وزوايا جديدة، وتمكنك من التعرف على كيفية رؤية الآخرين للعالم، وتمكنك من اكتساب المهارات، وتحسين قدرات الاتصال الخاصة بك وغير ذلك الكثير، كما ويمكنك فهم العالم وفهم نفسك بشكل أفضل وأعمق.

الفرق الأكبر بين القراءة ومشاهدة التلفزيون أو مطالعة مقاطع اليوتيوب أو أي وسيلة معرفية أخرى، هو أن القراءة تمنحك المجال لإطلاق العنان لإبداعك، كلما قرأت، كلما تعلمت أشياء جديدة

متى آخر مرة قرأت كتاباً؟ كم عدد الكتب التي قرأتها هذا العام؟ إذا كنت من النوع الذي لا يفكر في قراءة الكتب، فأنت تفوت الكثير من الفوائد التي توفرها لك القراءة، وفي هذه المقالة سأشاركك بعض فوائد القراءة ولماذا أعتقد أنه يجب عليك أن تقرأ؟

١- اكتساب المزيد من المعرفة: كلما قرأت أكثر كلما تعلمت، تعد الكتب مصدرًا ثرياً للمعلومات وتتيح لك الفرصة لتوسيع أفقك، في الواقع أحد الأسباب وراء قراءتنا هو اكتساب المعرفة، هناك دائماً بعض المعلومات التي لم تكن تعرفها أبداً، إذا لم تقرأ فلن تتمكن أبدًا من معرفة مثل هذه المعلومات، كذلك فإن قراءة الكتب حول مجموعة متنوعة من الموضوعات تجعلك على دراية متعمقة بها، كما يضمن لك على الأقل معرفة شيء عن كل شيء.

٢- ميزة أخرى للقراءة هي أنها توسع المفردات الخاصة بك، عندما تقرأ ستصادف كلمات قد لا تعرفها، سيحاول عقلك الباطن تلقائياً تعيين معنى لتلك الكلمة باستخدام المعلومات التي تحيط بالكلمة المجهولة، تسمى التلميحات الموجودة في النص والتي تشير إلى معنى الكلمة ضمن السياق، وعندما تتنوع مواد القراءة التي تتعرض لها زاد عدد الكلمات التي تتعلمها، وبالتالي توسيع نطاق المفردات، وستبدأ في استخدام مجموعة من تلك المفردات في حوارك وخطابك وكتاباتك، بشكل عام فإن القراءة لها تأثير كبير في إثراء المعجم اللغوي الشخصي.

٣- تحسين التركيز: في أنماط حياتنا المزدحمة، يتم جذب انتباهنا في اتجاهات مختلفة، ونحن نحاول القيام بمهام متعددة خلال كل يوم، على سبيل المثال، قد تقسم وقتك بين العمل والدردشة مع الأصدقاء، والتحقق من البريد الإلكتروني، ومراقبة التفاعل مع زملائك على مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذه المهام المتعددة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستوى التوتر وانخفاض الإنتاجية، عندما تقرأ كتابًا، ينصب تركيزك على ما تقرأه، مغمور بعينيك وأفكارك في تفاصيل ما تقرأه، وهذا يحسن تركيزك، اقرأ كتاباً لا يقل عن 20 دقيقة يومياً، وستندهش من مدى تركيزك على الأشياء والمتغيرات من حولك.

٤- تعزيز احترام الذات: من خلال قراءة العديد من الكتب، فإنك تتواصل بشكل أفضل وتصبح أكثر إطلاعاً على مجالات الحياة المختلفة، كل هذا يترجم إلى ارتفاع احترامك لذاتك، نظراً لأنك تثق في نفسك وقدرتك على الإنجاز، فتصبح أكثر إنتاجية وشخصاً أفضل بكثير مما كنت عليه.

٥- التعرف على عالم آخر: يسمح لك عالم الخيال بالسفر إلى عالم آخر، حيث يختلف كل شيء، من خلال قراءة الكتب يمكنك الحصول على لمحة عن الثقافات والأماكن الأخرى، تعمل الكتب على توسيع آفاقك، مما يتيح لك رؤية بلدان أخرى وأشخاص آخرين والعديد من الأشياء الأخرى التي لم ترها أو تتخيلها، إنها الطريقة المثالية لزيارة بلد غريب.

٦- زيادة التفاعل الاجتماعي: يمكننا دائماً مشاركة كل ما قرأناه مع عائلتنا وأصدقائنا وزملائنا، كل هذا يزيد من قدرتنا على الاختلاط، فالبشر بطبيعتهم كائنات اجتماعية وفي عالم الهواتف الذكية فقدنا قدرتنا على التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، فقد أدت القراءة إلى تشكيل نوادي الكتب والمنتديات الأخرى حيث نحصل على فرصة أكبر للمشاركة والتفاعل مع الآخرين.

٧- زيادة فرصة الإبداع في شتى مجالات الحياة: الفرق الأكبر بين القراءة ومشاهدة التلفزيون أو مطالعة مقاطع اليوتيوب أو أي وسيلة معرفية أخرى، هو أن القراءة تمنحك المجال لإطلاق العنان لإبداعك، كلما قرأت، كلما تعلمت أشياء جديدة، وأفكار جديدة تمتد إلى عقولنا لإعادة اكتشاف الحياة بطرق جديدة، نبدأ نرى العالم بطريقة مختلفة وبهذه الطريقة نجد حلولاً إبداعية.

بالنسبة لي، لقد أفادتني الكتب بطريقة ما، وبشكل تدريجي غير مباشر، لقد بدأت في إلقاء نظرة مختلفة على الحياة، والقراءة عن الظروف المتغيرة باستمرار والمعلومات المختلفة جعلتني أدرك أن هناك أشياء كثيرة في المستقبل لأختبرها، وتجارب عميقة لأعيشها، وفي حياة مزدحمة بالفوضى والضوضاء والتشتت غالباً ما ننسى أهمية العيش بصحبة الكتب القيمة، لكنني دائماً ما أؤكد لنفسي أن الكتب والكتابة هما أعظم الأشياء التي لن أتخلى عنها بسهولة وسوف تكون جزءاً من حياتي إلى النهاية.

رسالتي الشخصية إلى عشاق الكتب وأيضاً للأشخاص الذين ليس لديهم عادة القراءة هي أن كل كتاب يتم تأليفه فإنه ينشط تفكيرنا ويمكن أن يثبت أيضاً أنه طعام قوي لعقلك، من يدري، أن مع قلب كل صفحة يظهر مؤلف جديد، وربما يكون "أنت".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.