شعار قسم مدونات

عبر 700 صاروخ.. كيف أحرجت المقاومة الفلسطينية صورة الكيان الإسرائيلي؟

blogs غزة

شكلت جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة مع قطاع غزة صفعة لرئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو وهو على أعتاب تشكيل حكومة جديدة، لتضعه أمام تحديات جديدة خاصة بعد التقدم في أسلوب الدفاع والمواجهة مع فصائل المقاومة وغرفة العمليات المشتركة وإدارة المعركة ببسالة أمام العدو الصهيوني. لقد كانت الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة لا تتعدى يومين ولكنها كبدت الكيان الصهيوني خسائر فادحة وكبيرة على كافة السبل والصعد حيث استخدمت المقاومة الباسلة في العدوان صواريخ جديدة ذات قوة تدميرية عالية تتوسع رويدا رويدا، مما جعل الكيان الصهيوني يفقد كيانه.

أطلقت المقاومة الفلسطينية خلال المعركة الأخيرة مع الأخيرة قرابة 700 صاروخ اعترف جيش الاحتلال باعتراض 240 منها ممّا يعني أن القُبب الحديديّة فشِلت في اعتراض عدد 460 استطاعت الوصول لأهدافها في الكيان حيث حققت صواريخ المقاومة الفزع والرعب وسط الصهاينة حتى تم فتح الملاجئ في الكثير من المدن الصهيونية ومنها تل أبيب كما أن الحياة العامة والدراسة توقفت في الكثير من المدن الصهيونية.

اعترف الكيان الصهيوني حسب وسائل الإعلام العبرية عبر تقرير لسلطة الضرائب بالخسائر والأضرار، التي طالت المدن والمناطق الإسرائيلية نتيجة استهدافها بصواريخ المقاومة

إن المراقبين العسكريين في الكيان تحدثوا بصراحة أنه لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية القبول بمثل هذا الكم من الصواريخ في مدة زمنية قليلة وهذا الحجم من الأضرار الهائلة في الحياة العامة حيث يصف المحللون السياسيون في الكيان نتنياهو بالرجل الضعيف الذي خاض جولة عسكرية بلا حكومة فاعلة ولا كابينت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر ولا مستوى سياسي قادر على أخذ وصناعة القرارات، ويجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الاعتراف بأن سياسته التي اتبعها مع غزة خلال السنوات العشر التي قضاها في الحكم هي سياسة فاشلة وانهارات أمام هذا الوابل من الصواريخ الذي انهمر على الكيان خلال يومين.

لقد تكبد الكيان الصهيوني خلال الحرب الأخير على القطاع الخسائر الكبيرة والهائلة حيث نشر صندوق التعويضات التابع للسلطة الضرائب الصهيونية حديثا أرقام وإحصائيات للخسائر الجولة العسكرية الأخيرة التي لحقت بمدن الاحتلال خلال التصعيد الأخير من صواريخ المقاومة حيث قام الصندوق الإسرائيلي بتقدير الخسائر مهندسين وإحصائيين عملوا في المدن التي لحقت بها. واعترف الكيان الصهيوني حسب وسائل الإعلام العبرية عبر تقرير لسلطة الضرائب بالخسائر والأضرار، التي طالت المدن والمناطق الإسرائيلية نتيجة استهدافها بصواريخ المقاومة، حيث أفاد التقرير الإسرائيلي أن مدينتي أسدود وعسقلان، كانتا أكثر المدن الصهيونية تضرا، إذ شهدت مدينة أسدود المحتلة تضرر 166 مبنى بشكل مباشر، و90 حالة تلف للمركبات، أما في مدينة عسقلان فقد سجلت 182 حالة ضرر مباشر في المباني و50 حالة ضرر في المركبات كما بين التقرير الإسرائيلي أن صواريخ المقاومة الفلسطينية التي وصلت سواء إلى كريات غات وسديروت والمستوطنات الأخرى في غلاف غزة شهدت حدوث 130 حالة إصابة مباشرة بالمباني وعشرات الأضرار التي أصابت المركبات، وأقر صندوق التعويضات في الكيان أن تم خلال الأيام الماضية رفع 754 طلبًا للتعويض عن الأضرار المباشرة التي أعقبت سقوط الصواريخ، معظمها من أسدود وعسقلان، كما تم فحص 95 بالمائة من الأضرار وتم إجلاء عشرة عائلات تضررت منازلها بسبب الصواريخ إلى الفنادق التي تمولها المؤسسة وبعضهم عاد لاحقًا إلى منزله ومستوطنون آخرون انتقلوا إلى سكن بديل.

وقد تركت الحرب على غزة والمواجهة الباسلة لفصائل المقاومة أثرها الكبير على استعدادات الكيان الصهيوني لتنظيم المسابقة الغنائية الأوروبية الشهيرة اليوروفيجين حيث سعى الكيان منذ زمن بعيد لاستضافتها من أجل كسب ود وتعاطف الشعوب الأوروبية حيث أن نصف تذاكر المسابقة المعروضة للبيع لم تبع وهذا ما يسبب خسارة مالية كبيرة للكيان، حيث كشفت وسائل الإعلام العبرية عن توقعات بحضور أعداد أقل من المتوقع لحضور المسابقة الأوروبية اليوروفيجين حيث يقدر عدد الذين سيصلون إلى الكيان الصهيوني 15.000 ألف سائح.

إن الخسائر المعنوية التي تكبدها الكيان جراء صواريخ المقاومة الفلسطينية هي أبلغ تأثيرا وصدى من الخسائر المادية، كما أنها ساهمت في تخريب صورة الكيان الأممية، فضلا عن فشل المستوى السياسي في الكيان في التعامل مع هذه المعركة. إن المعركة الصهيونية الأخيرة مع قطاع غزة لقنت العدو الصهيوني دروسا كبير في التفكير ألف مرة قبل أي مغامرة عسكرية غير محسوبة مع غزة، حيث واجهت غزة المحاصرة العدوان الصهيوني ببسالة وشراسة حيث فرضت المقاومة الفلسطينية معادلات جديدة في المعركة الميدانية واستطاعت ضرب أهداف في الكيان وإيلام العدو وتكبيده خسائر كبيرة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.