شعار قسم مدونات

ذكرى النكبة.. مسيرة 71 عاماً من الكفاح والنضال للشعب الفلسطيني

blogs فلسطين

يحيي اليوم الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده الذكرى 71 للنكبة الفلسطينية، والتي كانت بدايتها مايو 1948م، حيث في تقرير صادر عن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء بمناسبة ذكرى النكبة 71، ذكر أن النكبة عام 1948 تمثلت باحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وتدمير 531 تجمعاً سكانياً، وطرد وتشريد حوالي 85 بالمئة، من السكان الفلسطينيين، للدول المجاورة لفلسطين، وبعض الدول الأجنبية.

وخلال 71 عاماً حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي بكافة السبل لتغيير معالم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصبغها بالصبغة الإسرائيلية، منها التوسع الاستيطاني ومصادرة الأرض، ومصادرة أملاك الغائبين، وتسريب العقارات، وهدم المباني، ورفض منح تراخيص بناء جديدة، وزع قبور وهمية، وتهويد أسماء المواقع الفلسطينية، بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بالإضافة لسرقة التراث الفلسطيني، ونسبته لهم؛ لكن كل محاولاته باءت بالفشل بسبب مقاومة، ووعي الشعب الفلسطيني له، وذلك بخلق أجيال متعاقبة للمطالبة بحق العودة للأراضي والديار التي هُجروا منها قسرياً.

سيبقى الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يحيي ذكرى النكبة؛ حتى يتم الرجوع للأرض المحتلة عام 1948م، ويقيم دولته الفلسطينية على كافة الأراضي الفلسطينية المسلوبة

وعلى مدار السنوات الماضية لا زال الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى؛ لتبقى في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى استعادة الحقوق كاملة، وتحرير الأرض من الاحتلال الغاصب، ويأتي إحياء الشعب الفلسطيني لذكرى النكبة كل عام، رداً على قادة الاحتلال اللذين يرفعون شعار "الكبار يموتون والصغار ينسون"، حيث تؤكد الفعاليات بأن الشعب الفلسطيني شعب أصيل لا ينسى وطنه، ولا تاريخه، ولا تراثه، ولا عقيدته، ولا هويته، وهو متمسك في العودة إلى أرضه التي ورثها جيل بعد جيل عن أجداده مها طال الزمن أو قصر؛ لأن الكبار علموا الصغار بأن لا ينسوا فلسطين بل زرعوا في قلوبهم الحب لفلسطين، والتمسك بالأرض، وغرسوا في عقولهم أيضا تاريخ وحضارة وتراث هذا البلد العظيم منذ بداية التاريخ وحتى يومنا المعاصر.

ومن الفعاليات التي يحيي بها الشعب الفلسطيني مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في مارس 2018م، ولا زالت مستمرة إلى الآن، مطالبة المسيرات بالعودة إلى الأرض المحتلة، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاماً، حيث دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أهالي القطاع بالخروج للتظاهر بشكل سلمي على الحدود الشرقية لقطاع غزّة في 15 مايو 2019م؛ لأحياء ذكرى النكبة 71، والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، منها القرار 194 الخاص بحق العودة، وكسر الحصار عن القطاع الصامد.

بعد مرور 71 عاماً على نكبة فلسطين، يؤكد د. صقر جبالي، على أن حق اللاجئين الفردي والجماعي بالعودة إلى ديارهم والعيش في وطنهم هو حق طبيعي وأساسي من حقوق الإنسان، ويستمد مشروعيته من حقهم التاريخي في وطنهم، ولا يغيره أي حدث سياسي طارئ ولا يسقطه أي تقادم، وتكفله مبادئ القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية بالإضافة إلى قرارات هيئة الأمم المتحدة ذات العلاقة، ومن أبرزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 والذي جاء في المادة 13 منه أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده، كما أكدت على ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية رقم (194 – د) الصادر بتاريخ 11/12/1948 الفقرة رقم 11 والتي تنص على جوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.

وأخيراً، سيبقى الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يحيي ذكرى النكبة؛ حتى يتم الرجوع للأرض المحتلة عام 1948م، ويقيم دولته الفلسطينية على كافة الأراضي الفلسطينية المسلوبة منذ عام 1948م، وعاصمتها القدس، طال الزمن أو قصر، يرونه بعيداً ونراه قريباً بإذن الله تعالى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.