شعار قسم مدونات

رياض محرز.. فخر الجزائر والعرب قاطبة

BLOGS رياض محرز

عند الحديث عن اللاعبين العرب الأبرز في القارة الأوروبية وبين جنبات ملاعبها لكرة القدم نجر جرا لذكر أصحاب القدم اليسرى الذهبية زياش المغرب، صلاح مصر، محرز الجزائر على رأس اللاعبين الأكثر تميزا والذين قدموا موسما كبيرا جدا، تربع فيه المغربي على عرش كرة القدم الهولندية رفقة ناديه أياكس أمستردام وكان قاب قوسين أو أدنى من تنشيط نهائي دوري أبطال أوروبا لولا هدف البرازيلي لوكاس مورا القاتل في ثواني اللقاء الأخيرة، ذات المسابقة سينشط نهائيها النجم المصري رفقة ليفربول والذي يعول كثيرا على اللقب الأوروبي لتعويض الخروج بيد فارغة وأخرى لا شئ فيها محليا رغم الأداء المميز لكتيبة كلوب طيلة السنة، في حين حصد الثالث الجزائري كل الألقاب الممكنة محليا مع مانشستر سيتي وفصلته كرة بيد يورنتي توتنهام وتسلل كشفه الفار عن مواصلة مشوار البحث عن دوري الأبطال، ولو تحقق كان ليكون إنجازا تاريخيا إستثنائيا أخر يضاف لإنجازات محلية سبقت.

موسم جماعي مميز لرياض محرز مع مانشستر سيتي جعله سيدا لإنجلترا محققا كل ألقابها الممكنة، فبعد كأس الدرع الخيرية مع ظهوره الأول بالقميص الأزرق، حقق كأس الرابطة، ثم الدوري الإنجليزي الممتاز، مختتما الموسم بكأس الاتحاد الانجليزي، وهي حصيلة ممتازة للدولي الجزائري في أول موسم له مع مانشستر سيتي، والذي قدِم إليه صيفا من ليستر سيتي بعد إصرار كبير من بيب غوارديولا على ضمه، وبعد مد وجزر كبيرين بصفقة عربية قياسية رفع فيها الجزائري التحدي وسقف الطموحات عاليا، فكان موسمه الأول ناجحا جدا وبكل المقاييس واضعا أربع ميداليات ذهبية على صدره الضعيف الذي طالما روض به الكرات بحرفية عالية ورافعا أربعة كؤوس تبقى صورها محفورة في ذاكرة عشاقه إلى الأبد، ألقاب أربع لأسد جزائري جائع يلتهم الألقاب بنهم كبير جعلته أحد سادة إنجلترا وأحد صانعي الموسم الاستثنائي للسيتزن.

اللاعب الجزائري يعتبر الأن اللاعب العربي والأفريقي الوحيد داخل إنجلترا الذي يحقق ثلاثية تاريخية في موسم واحد ورباعية باحتساب الدرع الخيرية في بدايته، والعربي الوحيد الذي يحقق لقب الدوري الممتاز مع ناديين مختلفين

في موسم رياض محرز الأول مع السيتي والذي يعتبره البعض سيئا ويرونه قليل المشاركة، سئ الأداء، وذلك بالرغم من صعوبة التأقلم مع الأجواء الجديدة في نادي جديد يلعب على كل البطولات والجبهات، وصعوبة التأقلم أيضا مع أسلوب الاسباني بيب غوارديولا التكتيكي العالي في أول سنة وهو النهج الذي لم يتعود عليه سابقا سواء في فرنسا رفقة لوهافر أو حين قدومه إلى انجلترا مع ليستر سيتي، إلا أن الدولي الجزائري شارك في 44 لقاءا للفريق في مختلف المسابقات، أي أكثر من ثلثي اللقاءات التي لعبها الفريق مسجلا 12 هدفا وصانعا مثلها ومساهما بقسط وافر في تحقيق كأس الرابطة التي نال فيها لقب أفضل لاعب حسب ذا صن، حيث شارك في خمس لقاءات من أصل 6 وبالضبط 370 دقيقة مسجلا هدفين ومقدما 3 تمريرات حاسمة، في حين شارك في 27 لقاءا كاملا في الدوري الانجليزي بالضبط أكثر من 1350 دقيقة، بين الدخول كأساسي في 14 مناسبة أو احتياطي في 13 مناسبة، مسجلا 7 أهداف ومقدما 4 تمريرات حاسمة، جالبا لمانشستر سيتي 9 نقاط مباشرة حين سجل أهداف الفوز للفريق ضد كل من توتنـهام حين فاز الفريق بهدف لصفر، وضد واتفـورد حين فاز الفريق بهدفين لهدف، وأيضا ضد بورنموث في لقاء انتهى بهدف محرز الوحيد، أما اللقاء الختامي الحاسم فأشركه جوارديولا أساسيّا، وصنع هدف التقدم وسجل هدف التعزيز الثالث محتفلا بلقبه الثالث مع الفريق، أما البطولة الاخيرة التي حققها رفقاء محرز فشارك رياض في خمس لقاءات كاملة من أصل 6 وبـ 500 دقيقة بالضبط سجل خلالها هدفين واختتمها بلعب ثلثي اللقاء النهائي صائما.

فقد محرز والسيتي لقبا واحد فقط هذه السنة وكان الهدف الأبرز للفريق والمتمثل في دوري أبطال أوروبا حيث خسر ربع النهائي المسابقة برعونة كبيرة ضد توتنهام، فبعد ركلة جزاء أغويرو الضائعة في الذهاب جاءت أخطاء المدافع لابورت الغبية في الاياب وانهت مسيرة السيتي في المسابقة بسذاجة كبيرة رغم استحقاق توتنهام للتأهل أيضا، وهو الذي استغل الفرص المتاحة له طيلة 180 دقيقة بين ذهاب وإياب وشارك رياض محرز في 6 مقابلات كاملة من أصل عشر لعبها النادي وسجل هدفا واحدا صانعا لأربعة أهداف أيضا خلال 390 دقيقة.

اللاعب الجزائري يعتبر الأن اللاعب العربي والأفريقي الوحيد داخل إنجلترا الذي يحقق ثلاثية تاريخية في موسم واحد ورباعية باحتساب الدرع الخيرية في بدايته، والعربي الوحيد الذي يحقق لقب الدوري الممتاز مع ناديين مختلفين ويتشارك رفقة الايفواري كولو توري الانجاز ذاته أفريقيا. من المرجح الأن بقاء رياض محرز مع مانشستر سيتي لموسم أخر خصوصا مع التطور الواضح والنضج التكتيكي للاعب مع بيب غوارديولا، وأيضا بداية تعود الجزائري على النهج التكتيكي للإسباني وأخذه لثقة أكبر داخل الفريق وهي التي افتقدها في بعض لحظات الموسم المنصرم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.