شعار قسم مدونات

هل يهاجر جمهور الأهلي بعد فوز الزمالك ببطولة الكونفدرالية؟

bloga نادي الزمالك

من يتابع كرة القدم بات يلاحظ أن هذا النوع من الرياضة بدأ يخرج عن هدفه المنشود، وهو التسلية والمتعة ولم يعد التعصب الكروي اليوم تعصباً لفريق يشجعه الفرد بل أصبح لدى البعض "سباً وشتماً" واستفزاز المنافس الآخر ووصل الأمر إلى القتل أحياناً، ولعل مصر أصبحت هي الساحة المفضلة لـ"التعصب الكروي" بفضل إقحام السياسة في عالم المستديرة.

 

كره القدم في مصر تشكل واحداً من المتنفسات الرئيسية وصل هذا التعصب في الآونة الأخيرة حد الشتائم والضرب أمام آلات التصوير، وتدخل شخصيات عامة ومسؤولي أندية وإعلاميين فيه من باب التحريض، ليدق ناقوس الخطر بشأن مخاوف من تسببه في إحداث "تفكك مجتمعي".

 

هذا التعصب الأعمى يعيد للذاكرة المذابح التي ارتكبت في حق المشجع المصري بداية من مجزرة بور سعيد التى راح ضحيتها 72 مشجع مرورا بمجزرة الدفاع الجوي ومقتل 22 مشجع من مشجعي نادي الزمالك

في مصر ورغم التنافس الشديد بين قطبى الكرة المصرية على مر التاريخ إلا أن الجميع كان يذوب في عشق ناديه فقط، حتى وأن ظهرت هتافات عدائية من المدرجات تجاه المنافس، إلا أن السائد بشكل عام كانت الروح الرياضية نظرا لعدم وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل كبير في زيادة روح التعصب، فنتذكر جيدا المبادرة الأخلاقية الأشهر في الثمانينات، التي قام بها محمود الخطيب نجم الأهلي السابق وحسن شحاتة نجم الزمالك، عندما كان هناك مباراة قمة مصيرية بين القطبين وقام الخطيب بإمساك يد "المعلم" في بداية المباراة وذهب إلى جمهور الأهلي الذي لم يكن هناك فاصل بينه وبين جمهور المنافس وطلب منهم تقديم التحية وكذلك قام شحاته بنفس الأمر مع جمهور الزمالك.

 

قد تكون هزيمة الزمالك الأشهر، بنتيجة 6-1 على رأس أهم الأسباب التى زادت من إشعال المنافسة التاريخية بين القطبين حتى أن الجماهير الأهلاوية مازالت تحتفل حتى الأن في يوم 16 مايو بها وتعتبرها وصمة عار في تاريخ الأبيض، عناوين الصحف وقتها لم تكن عادية، والتي تسببت في إشعال غضب جماهير الزمالك بشكل أكبر، وترسيخ الهزيمة التاريخية حيث لا ينسى أحد عناوين الأهرام الرياضي وغيرها من الصحف.. "الأهلي لزق الزمالك 6 على غفلة"، "ليلة سوداء في القلعة البيضاء"، فعل فاضح في إستاد القاهرة.

 

ومع ظهور روابط المشجعين في المدرجات وانتشار "الدخلات" و"التيفو" زادت حدة التعصب من خلال الهجوم على الفريق المنافس، فتعتبر الدخلة الأشهر لجماهير ألتراس أهلاوى "مزبلة التاريخ"، ولا ينسى أحد إهانة جماهير الزمالك لعماد متعب وزوجته من خلال لافتة كبيرة في أحد مباريات الديربى عام 2011، وغيرها من الدخلات، أيضا نجوم كره القدم لم يكونوا بعيدين عن إشعال التعصب الأعمى بين جمهور الناديين فلم يكن فيس بوك مكانا للجماهير التى أغلقت المدرجات أمامها فقط، إلا أنه أصبح أحدث صيحة لسخرية أى نجم على فريق منافس، وقد يخرج بعضهم بعد ذلك ويقول إنه حساب مزيف وأنه لم يهاجم المنافس ويكن له كل الاحترام، لكن بعد أن يكون أثار الجدل وأشعل الفتنة جماهير القطبين .

 

وفى السنوات الأخيرة اشتعلت حدة التعصب بين جمهور الأهلي والزمالك بشكل غير طبيعي بالمرة حتى أن جمهور الناديين باتوا يتربصوا بالفريق المنافس أكثر من تركيزهم مع فريقهم والطريف والغريب أن بعضًا من جمهور الأهلي مقتنع تمامًا أنه لا حياة في مصر بعد فوز الزمالك ببطولة الكونفدرالية الافريقية بسبب كثرة الهمز واللمز أو ما يسمى في مصطلح المشجعين "التحفيل"

 

هذا التعصب الأعمى يعيد للذاكرة المذابح التي ارتكبت في حق المشجع المصري بداية من مجزرة بور سعيد التى راح ضحيتها 72 مشجع مرورا بمجزرة الدفاع الجوي ومقتل 22 مشجع من مشجعي نادي الزمالك ربما التخوف الأبرز لدى البعض هو أن يصل الأمر إلى قتل المشجعين بعضهم البعض بعلم أو بدون علم كما حدث في أفجع كارثة شهدها عالم المستديرة وهي كارثة ملعب هيسل في بروكسل التي وقعت عام 1985 عندما انهار جدار ملعب هيسل في بروكسل تحت ضغط الجمهور الهارب نتيجة لأعمال شغب قبل بداية مباراة نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة 1985 بين نادي ليفربول الإنجليزي ونادي يوفنتوس الإيطالي، ما أدى إلى مقتل 71 شخصاً وإصابة 600 شخص المأساة أدت إلى حظر جميع الأندية الإنجليزية من اللعب في المسابقات الأوروبية من قبل الاتحاد الأوروبي للكرة حتى عام 1991، واستبعد ليفربول سنة إضافية، وعدد من جماهيره حوكموا بتهمة القتل غير المتعمد وهذا الأمر الذي لا نتمنى أن نراه في ملاعبنا المصرية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.