شعار قسم مدونات

حراك شعب وتعنت السلطة

blogs الجزائر

مغتصة وأرضنا مسلوبة وما زلنا كالرخويات نخاف على أنفسنا ونضرب الأمثال بدول دمرها الفاسدين وأعداء الحريات قد يتشابه الطواغيت لكن لا تتشابه الشعوب والمطالب، نعم لا للفتنة لكن ليس أي تغيير معناه فتنة وثورة، وليس أي تغيير هو خراب ودمار، ما يعجز عنه المسؤول الجزائري من بقايا بوتفليقة هو ضرب الأمثال بماليزيا والصين واليابان وغيرها من دول صنعت وكونت من ارضها جنة دنيوية وهدية تكافئ بها شعبها وأكثر من ذلك يبقى حبيس أفكار تجاوزها الزمن.

 

قد تختلف الإيديولوجيات والنظم والأطر باختلاف الزمان والمكان لكن أحرار الحراك الشعبي السلمي العظيم اليوم على يقين تام بأنه لاتوجد فتنة في الجزائر أكثر من فتنة المنظومة الفاسدة والمستبدة التي انقلبت على الشرعية يوما ما وتمادت في أفعالها والتعديلات الدستورية التي أصبحنا نحمل أرقام غينس فيها وفي السرقة ونهب الأموال بعدما كنا ندخل الموسوعة بالعلوم والآداب والثقافة، بالأمس في عهدتهم يداس على الدستور ويخاط على مقاسهم وفي آخر أنفاسهم يتغنون بتطبيقه وكأنه قرآن منزل ومنزه، بسببكم يا رعات الفساد في بلدي مثقفون هجروا البلاد وطاقات شابة جزائرية تصنع أمجاد البلدان الأخرى في حين أمثال مغني الكاباريهات والشياتين وتحالف أولي الكاشير وخاصته ينعمون ويتبجحون بخيرات البلاد ولا يقدمون إلا العهر والاستفزاز؟

 

تقهقر وتغبرط في المنظومة التربوية وتجمد العقول السياسية، منظومة تعطي شهادات خالية من المعنى مليئة بالمال فقيرة إلى المبنى، اقتصاد هش كهشاشة الرئيس السابق بوتفليقة من باب الرحمة فقط "شفاه الله" طرقات متشققة وكأنها تجاعيد وجه لوزير نهب الميزانية المخصصة لها منسوب الطاقة في بلدي يقاس بالنظر إلى وجوه برلماني الموالاة إذ ترى وجوههم تحمر وتخضر من شدة الإفراط في تعاطي الشيتة خزان الجرع الزائدة يزداد عند موافقتهم لكل مشروع يأمر به الرئيس وكلهم سعادة وفرح وسرور والعياذ بالله، خطاب سياسي جاف إن دل فإنه يدل على طرق التزوير التي تنصب المتردية والنطيحة وما أكل السبع يشرعون للأمة ويوافقون على قوانين سطرت من وراء البحار تذبح الشعوب وتفرغ الجيوب.

 

الفساد لا يندثر بمحض الصدفة وإنما للقضاء عليه نحتاج من يغرس كلمة التطور والرقي والإزدهار في ذهن الأجيال قولا وفعلا

بوتفليقة وعصبته بالاستقالة الشكلية أرادوا تبييض الصورة السوداوية التي رسمت في أوساط الشباب الجزائري وأكثر من ذلك قدموا رسالة مشفرة مفادها أن الرئيس كان ليستقيل لو طلبتم منه ذلك قبل سنوات وهو ما قصرنا فيه نحن فعلا ليس جهلا منا وإنما خوفا على بلدنا وأمتنا من سفاحين كانوا يحيطون بالرئيس والله أعلم مازالوا ليوم الناس هذا، يا أحرار الحراك بلادنا اليوم مصنفة من دول العالم الثالث ولو قالو هذا سيكون أهون علينا من جملة "دول العالم المتخلف".

 

هؤلاء من وضعوا التصنيف أي أقصد الغرب نجحوا لسببين، السبب الأول حرروا الأجيال من كينونتها، السبب الثاني بنوا لأنفسهم نظام يحتوي الأجيال كلها يحتوي الأجيال معناه أطلقوا العنان للشباب واستغلوا التراكم المعرفي والإنجازات والتجارب الشبابية في شتى المجالات، وكذلك مسألة التحصل على الشهادة ليست أمرا هينا كما هو عندنا لأن الشهادة العلمية أوالأدبية في مفهومهم كلها تساوي صفر إن لم تنقل تلك الخبرة إلى أرض الواقع وتقدم بها خيرا ومعروفا للمجتمع تساهم في تطوره وازدهاره، لأننا أصبحنا نعاني من كثرت المسميات الخبير الفلاني، البروفيسور الفلاني، رجل الأعمال، الفنان، النقابي.

 

الفساد لا يندثر بمحض الصدفة وإنما للقضاء عليه نحتاج من يغرس كلمة التطور والرقي والإزدهار في ذهن الأجيال قولا وفعلا، كمقولة رائد النهضة في ماليزيا محمد مهاتير "أيها الماليزي إرفع رأسك ناظرًا إلى المستقبل" بهذه المقولة حرر العقول الجامدة وأيقظ الناس وشحن هممهم، كما هو واجب علينا دعم نخبة حقيقة عكس النخبة المغشوشة التي غطت على النخبة الحقيقية المتواجدة في الأوساط الشعبية، بالله عليكم النخبة في 1954 بسببها قامت الثورة وتحررت الجزائر من يد المحتل فهل نخبة 2019 تحرر الجزائر من التخلف، حبذا لو يكون لنا من وراء كل نقاش حل بدل أن يكون بعد كل نقاش مشكلة وجدال.

 

كل كلام لا يترجم لأرض الواقع اسمحولي على هذه العبارة "هو ثرثرة" لأن لحمتنا إن لم تحول وتستثمر لطاقة إيجابية سنندم ونعض أناملنا من الغيظ يوما ما وبتوفيق من الله بعد هذا البذل والجهد كل ماهو موجود في العالم سيكون أن يكون عندنا ولاخير فينا إن لم ندفع بأنفسنا ونضاعف من سلميتنا لأجل أن يعيش هذا الوطن حرا من كل القيود فكريا وأدبيا وإقتصاديا لعلها أكبر صدقة جارية يقطف ثمارها أولادنا.

 

يجب علينا تفادي أخطر مايواجهه الأحرار في هذا الوطن وهو الثبات على النهج والمسار المسطر بسبب حرب الإغراءات من جهة والتهديد من جهة أخرى هذا الأمر يتقنه أزلام المنظومة الحاكمة فقد تعدم الأحرار وتفقدهم البوصلة وتبعثهم إلى مزبلة التاريخ، ولئن لم نقف نحن لتنظيم وتنظيف بلدنا ووطننا لسادته الفوضى في ظل وطن يتخبط في فوضى التسيير والتهمييش، وبعد "يتنحاو قاع" علينا أن نجعل أكبر وأكثر المستفيدين حاليا هم الخاسرين يوم غد، ولا غالب إلا الله

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.