شعار قسم مدونات

الجنوب السوري بين السندان الروسي والمطرقة الإيرانية

blogs الجيش السوري

أقدمت قوات النظام السوري على سحب أكبر عدد من العنصر الشبابي في الجنوب السوري، حيث ارتكزت تلك الحملات في منطقة خفض التصعيد الجنوبية وذلك عبر الحواجز الثابتة والمتنقلة، حيث تستهدف فئة المصالحين في أولى خطواتها التصعيدية ومن ثم تنقل إلى استهداف القادرين على حمل السلاح، وذلك لسد النقص الهائل في عدد المقاتلين لديهم وذلك بعد زج الغالبية في الجبهات المشتعلة في ريفي حماة وإدلب مما أدى إلى نقص حاد في عدد المقاتلين مما أضطرهم إلى البحث عن مصادر جديدة لزجها في صفوف النظام حيث يتنافس لدينا في تلك المشاريع العسكرية فصيلين متعددي الولاءات.

    

الفيلق الخامس

أعلن عن تشكيل الفيلق في الثاني والعشرون من تشرين الثاني من سنة ألفي وستة عشر وذلك عبر بيان رسمي للقوات المسلحة السورية، حيث يضم هذا التشكيل مقاتلين الحقوا بمعسكرات مؤقتة لا تتجاوز الشهرين ومن ثم زجهم في الجبهات المشتعلة، وتتيع إدارة الفيلق بشكل مباشر للقوات الروسية، ويعود الهدف من التشكيل هو الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة الجنوبية وإبعاد كل من يتبع للمشروع الإيراني وذلك بعد توصيات من قبل إسرائيل لروسيا والتي تنص على إبعاد إيران عن الحدود مع إسرائيل بمسافة لا تقل عن أربعين كم، وذلك تخوفا من وصول بعض الصواريخ إلى الحدود والتي قد يصل مداها لأربعة عشر كم وتهدد المستوطنات الحدودية، وتأتي تلك الخطوات ضمن سياق لمسار دولي للحفاظ على أمن إسرائيل، حيث تسعى روسيا على تقوية ذراعها العسكرية داخل المنظومة العسكرية لقوات الأسد و إبعاد كافة الميليشيات التي ترتبط مع إيران.

 

الفرقة الرابعة
الصراع الروسي الإيراني الغير مباشر بدء عبر عدة إرهاصات تمثلت بإقدام إيران بشكل مباشر عبر ميليشياتها باغتيال عدة شخصيات عسكرية وقيادة محسوبة على روسيا مما استدعى الجانب الروسي إلى سحب بعض الدبابات التي سلمت حديثا للفرقة الرابعة

توصف بأنها من أهم مكونات الجيش النظامي، حيث يبلغ عدد أفرادها نحو خمسة عشر ألف مقاتل، أسست الفرقة في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، حيث أسسها شقيقه رفعت الأسد بعد حل الميليشيا التي كان يقودها وتحمل أسم "سرايا الدفاع"، حيث ساهمت فيما سبق بمجازر حماة في سنة ألف وتسعمائة واثني وثمانون ميلادية، وعلى إثر تشكيل الفرقة نشب خلاف حاد بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت على قيادة الفرقة مما أدى هروب رفعت خارج سوريا واستقراره في فرنسا ومن ثم ليقود تلك الفرقة العقيد ماهر الأسد.

  

المهام الرئيسية

تكمن مهمتها الرئيسية في تأمين حماية العاصمة دمشق، ولكن مع انطلاق الثورة السورية والنقص الحاد الذي حصل إثر انشقاق العديد من الضباط من ذوي الرتب العسكرية العليا وأصحاب المناصب الحساسة في المؤسسة العسكرية أدى ذلك النقص الحاد إلى ضرورة التحرك والدفاع عن مراكز القيادة الحساسة للنظام مما دفعه للزج بالفرقة الرابعة، وتعد الفرقة الرابعة من أفضل تشكيلات الجيش السوري تدريبا وتجهيزا، حيث أنها تمتلك أحدث الآليات العسكرية الثقيلة، ومع اندلاع شرارة الثورة السورية تم زج الفرقة في أولى مهامها القتالية حيث استهدفت بالسلاح الثقيل مدينة بابا عمر بمحافظة حمص مما أسفر عن دمار هائل ونزوح داخلي، وتتبع إدارة الفرقة للنفوذ الإيراني بشكل شبه كامل،

  

تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا

الصراع الروسي الإيراني الغير مباشر بدء عبر عدة إرهاصات تمثلت بإقدام إيران بشكل مباشر عبر ميليشياتها باغتيال عدة شخصيات عسكرية وقيادة محسوبة على روسيا مما استدعى الجانب الروسي إلى سحب بعض الدبابات التي سلمت حديثا للفرقة الرابعة من طراز "T90" وذلك تحوفا من سيطرة إيران على تلك الدبابات التي ستحرج روسيا أمام إسرائيل والتي تعتبر تلك الأسلحة محرمة على كافة الميليشيات الغير منضبطة عسكريا وتحمل مشروعا دينيا ربما قد يساهم في زعزعة أمن المنطقة الجنوبية.

   

تقدير موقف

أمام هذا التوافقات والتناقضات بين الحلفاء والفرقاء في الملف السوري كل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية تشير إلى وجود مشروع دولي يفضي بإبعاد إيران عن المشهد السوري برمته، ولكن السؤال الأبرز هنا من سيدير المنطقة الجنوبية في ظل تهاوي المؤسسة العسكرية لقوات النظام والحصار الاقتصادي الذي يهدد بشلل شبه كامل وهبوط مستوى صرف الليرة السورية، فمعطيات السقوط الاقتصادية هي التي ستكون بوابة لإسقاط نظام الاستبداد الذي تسبب بتهجير آلاف السورين في مخيمات النزوح الداخلي والخارجي، وتسبب بمقتل المئات غرقا أثناء محاولتهم الوصول إلى أعتاب دول الاتحاد الأوروبي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.