شعار قسم مدونات

لماذا تستقبل ألمانيا أعدادا ضخمة من اللاجئين؟!

blogs - syrian

عندما بدأ الربيع العربي بدأت دول الغرب وكندا وغيرهم بإستقبال اللاجئين وتفاوتت هذه الدول في نسبة قبول اللاجئين في بلادهم إلا أن ألمانيا استقبلت عدد كبير وضخم فاقت به نظيراتها من الدول الأوروبية فهل فعلا ألمانيا هدفها من هذا الاستقبال هو إنساني بحت أم هنالك سر وراء استقبال هذه الأعداد الضخمة. إن ألمانيا دولة حضارية متميزة وصناعية متقدمة وهي ذات تعداد سكاني بلغ 80 مليون نسمة لعام 2014 كما صرح موقع واي باك مشين، وهذه الحضارة تعاني من ثغرة قاتلة حيث أن دائرة الإحصاء بالعاصمة الألمانية برلين توقعت انخفاض عدد السكان من 80.8 مليون نسمة إلي 70.31 مليون نسمة أو 67.7 مليون نسمة لعام 2060 وحدوث تناقص في سكان المرحلة العمرية من 20 إلى 64 عام.

إن هذه الإحصائيات مخيفة على المدى البعيد وتنذر بزوال ألمانيا فأي حضارة حتى تحافظ على بقائها يجب أن يكون معدل الخصوبة الكلي لكل امرأة 2 بالمائة إلا أن ألمانيا لديها أدنى معدل خصوبة كلي في العالم بواقع 1.83 طفل لكل امرأة، والتناقص في سكان المرحلة العمرية من 20 إلي 64 عام هو اتجاه ألمانيا لتصبح دولة عجائز وشيخوخة غير قادرة على العمل لأن هذه الفئة تمثل الشباب القادرين على العمل والكد والتعب.

الانحلال الأخلاقي والحرية الزائدة أودت ببعض أبناء الجنس البشري بأن نسو أن الإنسان وجد وما زال يوجد لأن العلاقة التي قامت بين الذكر والأنثى هي التي أوجدت الإنسان

إذا ما دخل الهجرة في مشكلة ألمانيا السكانية؟.. إن مسؤول دائرة الإحصاء الألمانية في برلين صرح بالعبارة الآتية قائلا ليس بالإمكان تفادي التناقص الكبير في عدد السكان حتى مع استمرار الهجرة إلى البلاد. إن عبارة حتى مع استمرار الهجرة إلى البلاد تشير إلى أن ألمانيا وضعت استقبال اللاجئين كأحد الحلول للحيلولة دون تناقص عدد السكان فإستقبال اللاجئين يزيد من السكان حيث إن المكتب الاتحادي صرح أن أعداد اللاجئين للنصف الأول من العام 2015 في ألمانيا بلغ 32 ألف سوري من أصل 160 ألف من جميع الجنسيات وكل عام تستقبل عدد جديد من اللاجئين وقد سجلت ألمانيا في صندوق الأمم المتحدة للسكان كثالث أكثر الدول في العالم استقبال للمهاجرين واللاجئين وذلك يعني قرابة 5 بالمائة من أعداد المهاجرين الكلي حول العالم وذلك في 6 أكتوبر عام 2012.

لا ننكر أن اسقبال اللاجئين يحوي جانب إنساني إلا أن الحق أن ألمانيا نفسها تستفيد من هذه الهجرات كما أن المهاجر نفسه يستفيد فالمهاجر العربي أو الشعوب العربية هي من أكثر شعوب الأرض خصوبة والمجتمعات العربية هي مجتمعات فتية في سوريا مثلا معدل الخصوبة الكلي للمرأة السورية 3.5 بالمائة وهي نسبة مرتفعة مقارنة بألمانيا وكل الدول العربية على هذا النحو فلو استقبلت ألمانيا أعداد ضخمة من هذه الدول ثم ادخلتهم في نسيجها الاجتماعي ليختلطو به لو لم تحل المشكلة من جذورها ستأخر وقوع الكارثة لبضع سنين. 

أسباب المشكلة الألمانية

إن تحديد الأسباب الرئيسية وتفرعاتها يحتاج بحث من أهل الاختصاص والخبرة لتبيانها وتفصيلها وطرح كافة الحلول ومع ذلك إن أحد الأسباب التي أودت بألمانيا إلى هذه المشكلة هو حقوق المثليين التي تختصر بالألمانية LGBT فالانحلال الأخلاقي والحرية الزائدة أودت ببعض أبناء الجنس البشري بأن نسو أن الإنسان وجد وما زال يوجد لأن العلاقة التي قامت بين الذكر والأنثى هي التي أوجدت الإنسان فإن نحن تزاوجنا رجل لرجل وأنثى لأنثى فمن ينجب الأجيال القادمة فقد أصدر في ألمانيا قانون النشاط الجنسي المثلي منذ عام 1969م وقانون مكافحة التمييز في التوظيف منذ عام 2006 لتكثر القوانين تباعا لحمايتهم وتشجيعهم على الظهور علانية مخالفتا بذلك العرف البشري المتداول من الآف السنين أن الأنثى تتزوج فتنجب فتأتي الأجيال القادمة وأن الرجل يتزوج الأنثى لإقامة العلاقة الجنسية فتنجب هذا ما عليه حال البشر فالبشر لا يبيضون ولا يتكاثرون بعملية الانشطار أو النسخ واللصق.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.