شعار قسم مدونات

الميليشيات العقائدية.. سلاح إيران في أوروبا!

blogs - مليشيات العراق

منذ أن بدأت موجة اللجوء وتدفق اللاجئين السوريين والعراقيين إلى أوروبا لم يفت النظام الإيراني استغلال هذه الفرصة الذهبية لصالحه، فهو لم يكتف بأن يكون سبباً في نزوح وهجرة الملايين بل لاحقهم إلى أوروبا ضارباً عصفورين بحجر واحد، ملاحقة المعارضين للنظام الإيراني واغتيالهم من خلال عصابات تم تشكيلها مؤخراً من عدد كبير من اللاجئين الذين ساعدتهم الحكومات الإيرانية والعراقية وزودتهم بوثائق وجوازات سفر مزورة تساعدهم على الحصول على صفة اللجوء لتشكيل عصابات وخلايا نائمة تفعل فعلها في الوقت المناسب، حيث تشير المعلومات المتواترة إلى أن هناك الألاف من اللاجئين قد دخلوا أوروبا بوثائق وأسماء وألقاب مزورة مدعين أنهم ينحدرون من الطائفة السنية وأنهم ملاحقين من قبل الميليشيات التابعة لإيران في العراق والحقيقة عكس ذلك تماماً، وما أثار استغراب بعض الناشطين هو تساهل حكومات الاتحاد الأوروبي تجاه هذه الممارسات واتخاذ إجراءات لا تعد عن كونها روتينية تنتهي بمنح صفة اللجوء لهؤلاء، وما يثير الاستغراب والدهشة هو إقدام بعض هؤلاء على تصحيح اسمه ولقبه بعد حصوله على اللجوء ليتمكن من جلب عائلته أو ما يعرف بـ "لمّ الشمل" دون أدنى تحقيق عن السبب الحقيقي لتغيير الإسم واللقب ولماذا تم استخدام الإسم المزور من الأساس.

جميع هذه المؤشرات توصلنا إلى نتيجة واحدة وهي تأسيس خلايا إيرانية نائمة من عناصر ميليشيات عراقية تعتبر كورقة ضغط إيرانية على أوروبا لزعزعة أمنها واستقرارها في حال عدم وقوف أوروبا إلى جانب إيران في قضية الملف النووي والتهديدات الأمريكية كما صرح بذلك علناً الرئيس الإيراني حسن روحاني في أكثر من مناسبة بأن إيران لديها أوراقاً مهمة للعب بها في هذه الأزمة. ولم تكن حادثة جماعة "السلام ٣١٣" في ألمانيا عنا ببعيد حيث تم مداهمتها من قبل أجهزة مكافحة الأرهاب الألمانية واعتقال جميع عناصرها ولكنها ما لبثت أن أطلقت سراحهم بعد أيام لأسباب غير معلومة رغم وجود جميع الأدلة التي تثبت تورط هذه الجماعة في عمليات اعتداء وابتزاز وملاحقة لمعارضين وكل شئ مثبت بمقاطع فيديو بثتها الجماعة على صفحتها في فيسبوك وتعترف فيه بأنها تابعة لأحدى الميليشيات في العراق وأنها تتسلم الأوامر من هناك، حيث أن اسمها مشتق من "سرايا السلام" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي ارتكبت ميليشياته العديد من الجرائم في العراق، أما الرمز ٣١٣ فهو نسبة للواء ٣١٣ الذي يعود لنفس الميليشيا والذي يدل على عدد أنصار الأمام المهدي بحسب الروايات الإيرانية.

كل ما ذكر هو لعبة لعبها النظام الإيراني بأحكام في ظل غفلة أوروبية لزرع خلايا ميليشياوية أشبه بالقنابل الموقوتة التي سيتخدمها النظام الإيراني في أي وقت يشعر فيه بأنه محاصر ولابد أن يتحرك للضغط على أوروبا

تتمثل مرجعية هذه الخلايا النائمة بالمراكز الدينية والحسينيات المنتشرة في أوروبا وخاصة في بلجيكا وألمانيا وهولندا والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسفارات العراقية التي تسهم بشكل غير مباشر في عمليات التمويل وإيصال التعليمات المطلوب تنفيذها بل وإصدار جوازات سفر تساعد عناصر هذه الخلايا النائمة الدخول إلى العراق، حيث سبق أن استضافت تلك المراكز والحسينيات قادة الميليشيات العراقية والذي دخلوا أوروبا بجوازات سفر حكومية لإعطاء التوجيهات لتك العناصر تحت غطاء الفعاليات الدينية.

تنشط هذه الخلايا حالياً في حركتها ما بين أوروبا والعراق من خلال تجنيد العديد من أتباع المذهب الشيعي وسفرهم المتواصل إلى العراق رغم أن قانون اللجوء لا يسمح للاجئ بالرجوع إلى موطنه الأصلي الذي أتى منه لأنه يشكل خطراً عليه، وبما أن هذه العناصر جاءت بدعم حكومي إيراني وعراقي فإنهم يذهبون بين فترة وأخرى إلى العراق لأجل التدريب في معسكرات أنشئت لهذا الغرض ومنها في بادية النجف، حيث تسافر هذه العناصر بجوازات أوروبية إلى بلد ثالث وغالباً ما يكون تركيا ومنها تدخل إلى العراق بجوازات سفر عراقية تم إصدارها لهم لهذا الغرض وبذلك فإن الجواز الأوروبي يثبت أن صاحبه مكث في تركيا ولم يغادها إلى حين عودته من العراق بجوازه العراقي ومن ثم الدخول إلى أوروبا بنفس الجواز الأوروبي الذي خرج به، أما سبب اختيار تركيا فهو لأنها تسمح بدخول الجواز العراقي بتأشيرة عند الوصول.

كل ما ذكر هو لعبة لعبها النظام الإيراني بأحكام في ظل غفلة أوروبية لزرع خلايا ميليشياوية أشبه بالقنابل الموقوتة التي سيتخدمها النظام الإيراني في أي وقت يشعر فيه بأنه محاصر ولابد أن يتحرك للضغط على أوروبا لتخفيف العقوبات وإنقاذ الاتفاق النووي الذي سمح لإيران بالتمدد وإعادة بناء إمبراطوريتها بل وتصدير ثورتها حتى إلى أوروبا. فهل ستتخذ دول الاتحاد الأوروبي إجراءات في هذا الخصوص؟ أم ستترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لميليشيات إجرامية لا تقل في إجرامها وتطرفها عن داعش؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.