شعار قسم مدونات

لا أريد سماع المزيد من قصص الزواج الفاشلة!

BLOGS زواج

في كل تجمع للنساء في كل جلسة ولقاء في كل صُدفة عابرة وسريعة وأينما وجدن النساء المتزوجات تحل علينا تلك الهالة الزوجية شبيهة بمتلازمة الشكوى والندم والتذمر. من النادر بل أكاد أجزم أنه من المستحيل أن يمر لقاء دون سماع الموجز العاجل للحياة الزوجية التي تكاد تكون الجزء الأسوء من حياة كل واحدة منهن. هذهِ زوجة معنفة وتلك تتحمل مسؤولية أطفالها حتى أصبحت أم وأب في آن واحد، الآخرى يخونها زوجها علنًا وبفخر بينما هي تبكي وتصفع خدها بقهر، وتلك يوسوس له الشك في كل تحركاتها وطموحاتها حتى تنازلت عن كل أحلامها التي جاهدت طويلًا من أجلها في سبيل كسب رضا زوجها!

وهذه منذ أن تزوجت ما عادت تبتسم كل أحاديثها كيف تقوم بإعداد وجبة دسمة وغنية بالحب لعلها تستعيد شيء من شرارة البدايات، بينما تقول الآخرى أن زوجها أروع ما يكون لكنه يوجه لها نقد لاذع يسخر من تفاصيلها يقلل من قيمة اهتماماتها حتى أصبحت تلك الفاتنة مشوهة في أعماق روحها لا تستطيع رؤية الجمال الذي يسكنها ويحيطها غاضبة تصرخ هنا وهناك دون أدنى سبب للغضب..! الكثير من القصص التي لا تنتهي أنا كأنثى ما زلت لم أخطوا نحو الضفة الآخرى من الحياة التي يتشاركها شخصين تحت سقف بيت واحد إن كنت أخشى من الإقدام على مشروع الزواج مرة أصبح الخوف يلازمني ألف مرة!

ما زلت أنتظر سماع شيء عن الحياة الزوجية التي تأتي الزوجة فيها وتتحدث بفرح وثقة عن أيامها وكيف تستمتع بتربية أبنائها، وكم جميل أن تعد أشهى أطباق الطعام لعائلتها، وكيف استطاعت أن تحقق نجاحًا في مشروع كانت تخطط لهُ بدعم كبير من زوجها

هل كل الرجال مهما كانت طبائعهم وأفكارهم وشخصياتهم يصبحون أشخاص بهذهِ الصور المشوهة التي أسمع عنها على لسان هؤلاء النسوة والصديقات المتزوجات بعضهن لم يمر على زواجهن أشهر وأخريات مر على زواجهن سنوات عدة ولكن الشكوى والندم تأكل معهن وتشرب تعايشن رغمًا عنهن وبعضهن قررن وضع حد لهذهِ المعاناة ولجأن لأبغض الحلال عن الله وتطلقن والطلاق في مجتمعاتنا ليس افضل من الزواج ومشكلاتهُ، وأخرى تحدت نفسها وتنازلت عن حقوقها لتحضى بخلع رجل أحبتهُ كثيرًا في يوم لكن قررت وأخيرًا أن تسترد كرامتها التي أهدرتها بأسم الحب يومًا.

لطالما كنت أرفض أن توجه أصابع الإتهام للرجل على أنه الأسوء، لكن ما أسمعه من أحاديث وقصص مختلفة من نساء مختلفات في حياتهن الاجتماعية وأشكال القصص الزوجية جعلتني أرى جانب معتم لكلا الطرفين في هذهِ العلاقة. في المقابل أصبحت أتساءل لطالما هناك السيء لابد أن يكون هنالك الحَسن وهنالك حياة مطمئنة يعيشها الأزواج بمودة ورحمة وتفاهم وأنسجام، جميعنا على علم أن الحياة لا تخلوا من المشكلات وأن لا شيء مثالي ومكتمل هنالك أيام سعيدة وآخرى هادئة وأيام يسود فيها الصمت والتوتر لكن كل هذا يمضي ،وتبقى على هذهِ الصورة بأحداث متغيرة تصنع مشاهد الحياة المختلفة بتغيراتها وبمناخها المتقلب ومدى قدرتنا على التعايش والتأقلم.

وحين تسود الأحوال غير المستقرة من وجهة نظري التي تكونت من أرشيف القصص الزوجية التي سمعتها من الضروري عدم تداول المشكلات وتناقلها مع الآخرين لأنها ستكبر وتتطور وقد يزداد الأمر سوءًا أما الحلول موجودة لديكِ أنتِ وشريك حياتكِ، عندما تجلسان وتتحدثان بالمشكلات والضغوط وتضعان الحلول بصراحة واحترام دون دخول أي طرف لحل النزاع بينكم، أنتما فقط على دراية بمستقبلكم وحياتكم. في مقابل ذلك أنا أتساءل أين هذهِ القصص التي تنعم بالسلام والسكينة والاستقرار النسبي؟! قد يفضل أصحابها العيش دون سرد أحداثها!

ما زلت أنتظر سماع شيء عن الحياة الزوجية التي تأتي الزوجة فيها وتتحدث بفرح وثقة عن أيامها وكيف تستمتع بتربية أبنائها، وكم جميل أن تعد أشهى أطباق الطعام لعائلتها، وكيف استطاعت أن تحقق نجاحًا في مشروع كانت تخطط لهُ بدعم كبير من زوجها، وكم هو رائع أن تقتني غرض جديد لبيتها الخاص أو هدية لأبنها بعد أن حصل على علامات عالية في الرياضيات! وحتى يأتي اليوم وأسمع شيء من تلك القصص أو قد أرويها بنفسي وأشارك جانبًا إيجابي يستحق أن نخبر بهِ الآخرين دون مُبالغة أو استعراض لسعادة فارهة لا وجود لها على أرض الواقع.

أطلب وأرجو من الصديقات والنساء العزيزات اللواتي لديهن مشكلات زوجية لا نهاية لها.. أن يتوقفن عن سرد حياتهن الزوجية البائسة، وأن يقللن من منسوب الشكوى ومحاولة إيجاد الحلول ومشاركتنا نحن العزباوات اللواتي لم نجرب المغامرات الزوجية بعد كل تلك القصص المأساوية فبعد كل حوار كهذا من النساء المتزوجات أخرج مختنقة وأنا امقت فكرة الزواج بأكملها، ولا أريد سماع المزيد من قصص الزواج الفاشلة!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.