شعار قسم مدونات

شيخ وإمام كبير وفلسفي جامعي وشعب عاطفي

blogs شيخ الأزهر

مع احترامي الكامل لموقف شيخ الأزهر وموقفه المحترم ومع احترامي لعاطفة الشعب الجياشة التي تعبر سياسيا بقهر الشعب لدرجة أنها جعلت من أمر بسيط بل وطبيعي جدا في حوار بين رجل دين ورجل فلسفة أن يحدث وخصوصا أن كان في عقر دار الأزهر وأن المتحدث فلسفي ويطعن في الدين من زمن ونال جراء ذلك جوائز ووظائف مرموقة وآخرها رئيس جامعة القاهرة ومن يعرفه يعرف أنه ضعيف في حجته ومعتمد على فلسفة التجديد في الأديان والتطبيل والمصلحة.

جعل الشعب من الشيخ بطل رغم أن الموقف عادى وكان أقل شيخ في الأزهر سيقول ذلك لأن الأزهر منارة علم ولا أحد يستطيع تجاهلها في قوة مناهج الشريعة والعقيدة رغم ما أصابها من تهميش، في حين أن مثل هذا الشيخ من قبل نسف بحق أصيل سياسيا ودعم فريق ليس لديه حق على فريق صاحب حق بل وعلى إرادة شعب، ولم يقدر في أي موقف وفي وجود الرئيس عندما قال مثل هذه الكلمات بل وأشد منها في أصل الدين وفي حضور شيخ الأزهر، فلم يرد بقوة وينسف كلام الرئيس وادعائه على الدين بل اتهم الرئيس المسلمين بالإرهاب بسبب منهجية الدين وأن الدين في حاجة لتجديد فالأغلبية تعرف وتعي أن الأشخاص تحتاج توعية وأن تجدد فكرها دومً وكذلك الدول، ولا يحتاج الدين ومنهجه تجديد من أشخاص.

الشعب فمن خوفه تأثر لأنه لم يتخيل موقف بسيط مثل هذا ومن هذه الشخصية الدينية الكبيرة التي اعتاد أن تخذله دوما في المواقف الحاسمة أو تفضل الصمت، فهذا الأمر من الطبيعي أن يحدث في وجود شيخ الأزهر

فمن يقدر أن يجدد دين ثابت متجدد ذاتياً وهذه عظمة وقوة الدين الإسلامي الذي يتسم بصلاحه وتفسيره الذي يناسب كل العصور وكل الأمم، فأين كان موقف شيخ الأزهر؟ فسياسيا ووظيفيا كان هنا دوره وسيحسب له أمام التاريخ، كان دوره عندما غيبوا الشعب وبدلوا الحق لباطل والباطل لحق أن ينصر الحق ولو بشق كلمة، وظُلم رئيس سابق جاء بانتخاب، ولكن كان موقف شيخ الأزهر أن وقف بجانب رجل الكنيسة ورجال الباطل واطاحوا برجل حافظ لكتاب الله اتفقنا أو اختلفنا معه لكن سياسيا وحقا جاء بالصندوق فيذهب بالصندوق فكان واجب شيخ الأزهر الوقوف بجانب الحق ولو كلفه منصبه حتى لو كان متعارض معه فكريا فهذا حق والأولى اتباعه، أين موقف شيخ الأزهر من منع النقاب في جامعة القاهرة فكان الأولى فتح القضية مع رئيس جامعته وفي حضوره وفي العلن لينسف حكم القضاء وكيد هذا الرئيس وفكره القديم والحديث النابع من الفلسفة لا من منهج وأصول الدين؟ أين شيخ الأزهر من نصرة قضايا المسلمين المستضعفين في الأرض من مسلمي الإيغور وجورجيا وبورما وليبيا وسوريا واليمن والعراق؟ أين شيخ الأزهر من الظلم السياسي الذي يحدث في البلاد وكل بلاد المسلمين؟

وبالمناسبة هذه من أساسيات وظيفته لآنه يمثل الهيئة الدينية للعالم الإسلامي وليس مصر فقط، أين شيخ الأزهر من صفقة القرن ومن الحكام الظلمة الذين ايدوها بل سيدفعون ويساهمون بها في الأموال؟ أين تلك الجراءة؟ فالمواقف لا تجزأ، وكلمة الحق لا تعرف مهادنة ولا تعرف كبير أو صغير.
السياسة والموقف:

فالرأي السياسي هنا ومن الممكن أن يكون صحيح أو خطأ ولكنها وجهة نظر: فاحترم موقفه جداً ولكن رغم موقفه انه أيضا فتح الباب والبحث عن محمد الخشت ومؤلفاته للأسف بعد أن كانت قاصره على فئة معينة، دور شيخ الأزهر كبير وعظيم فلذلك واجبه أن يرد على المواقف الكبيرة والعظيمة ويظهر الأزهر في الأوقات العصيبة ويرد على كل ظلم وظالم ويساند كل حق بفعل وليس كلمات وصدقا هذا لم يحدث ولا أحد يستطيع أن ينكره، فأين نحن وشيخ الأزهر من مواقف ابن حنبل والعز بن عبد السلام قاهري الحكام وناصري القضية والحق والدين.

أما الشعب فمن خوفه تأثر لأنه لم يتخيل موقف بسيط مثل هذا ومن هذه الشخصية الدينية الكبيرة التي اعتاد أن تخذله دوما في المواقف الحاسمة أو تفضل الصمت، فهذا الأمر من الطبيعي أن يحدث في وجود شيخ الأزهر وهو يعرف من محمد الخشت ومن هي كتاباته الفلسفية فجاءت الفرصة للشيخ وللأزهر للرد عليه وعلى مؤلفاته المليئة وبصدق عن جهل وعداء للدين بل دومًا يؤكد في كتاباته وفلسفته أن الدين سبب التخلف، فالشعب من قهره وخوفه أنصدم بل وتفاعل أن يجد شيخ الأزهر وبصوته يرد ولو بكلمات بسيطة رغم دوره الكبير الذي كان مقصرا فيه، فهذا دليل على أن الشعب ينصر الحق ويحتاج لمن يكون صادق في القضية ويؤمن بها من داخله ومن قلبه يتحدث، فهذه بادرة خيرًا كبيرة في الشعب، وهو على أهب الاستعداد على أن يساعد كل رجل لديه حلم ورؤية حقيقية نابعة من وسطية دينية قابلة للتنفيذ صادق الوطنية ومخلص وفاهم للعقيدة والسياسة، وأيضًا هذا دليل على صدق المصريين وحبهم لدينهم، ودليل هزيمة لكل المشككين فيه ومن يريدون أخذه لعلمانية كاذبة رضاء للغرب، فهي تحية اجلال لهذا لشعب ومعدنه.

تفاءل سياسي:

ولكن لعلها خطوة من أمام كبير لطريق حق ونصرته فيما هو أتى أن شاء الله ولربما يكون هذا الموقف البسيط يكون سبب في كسر حاجز الخوف لدى الشعب والشعوب الإسلامية، ويعوا أن الحرب على الدين ووظيفة هذه النخب المصطنعة من المثقفين والسياسيين الجدال وهدم أصول هذا الدين، لعلها تكون بداية خير وعفا الله عما سلف وعفا الله عن أمام الأزهر وعن الشعوب وتقصيرها، لعلها تكون بداية أمل جديدة قائدها وملهمها شيخ عاد للحق وبصدق وهو واضح عليه في وجه وفي كلامه غيرة حقيقية على دينه لا أحد يستطيع أن ينكرها، وكان أيضًا في الآونة الأخيرة له تصريحات إيجابية وعظيمة لا أحد يستطيع أن يخفيها.

لعل القادم أفضل بكثير ونتمنى أن يكون قائدها مثل هذا الشيخ وصاحب العلم الواسع حفظه الله وحمدًا لله على عودته ونتمنى أن يسير على هذا الدرب فحقيقي الشعب سيسانده وبقوة وسيعنه الله، ولعل الله سلط علينا كلاب الأرض حتى نعود إلى صف الدين وكلام الله، وصف واحد تحت أمة واحدة وقضية واحدة ودين واحد وشعوب بينها أخوة الدين فهو أقوي رباط قادر على جمعهم ونصرتهم، لعل هذا الموقف البسيط بادرة أمل كبيرة وصحوة حقيقية أتت مع توقيع صفقة القرن برضا حكام الشرق، لعله ترتيب الله، وأنا متفاءل جدا بما هو أتى رغم أنك تراه ظلام دامس، إلا أنى أري نورًا ومجدًا قادم لهذه الأمة وعزة حقيقية ووعي للشعوب يبنى لا أردي على المستوي العقائدي والسياسي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.