شعار قسم مدونات

أسامة مرسي.. الأسد الذي يدوي في صمت

blogs أسامة مرسي

صرح أسامة مرسي ابن الرئيس الراحل محمد مرسي أمام هيئة المحكمة أثناء انعقاد جلسة محاكمته السبت 12 من أغسطس2017 أن إدارة السجن تمنع عنه الزيارة رغم حصول ذويه على تصاريح رسمية بزيارته قائلا: موظف في إدارة السجن مزق تصاريح الزيارة التي كانت بحوزة أهلي ومنعتهم من زيارتي، واستنكر تجاهل النيابة العامة لهذه الوقائع.

   

وتابع نجل الرئيس مرسي: ممنوع من الزيارة منعا باتا، وتمر الشهور وأنا ممنوع من الزيارة ومن استكمال الدراسات العليا ومحبوس في معزل، وممنوع حتى من التحدث مع باقي السجناء وممنوع من العلاج، وأضاف للقاضي: إدارة السجن تمنعني من العلاج علما بأن اعاني من قرحة في المعدة وتمنعي من الزيارة وتضعني في حبس معزول منذ أكثر من 9 أشهر وتمنعني من الصلاة، أنا أقول لإدارة السجن إذا لم تكن تعلم فأنا مسلم وأريد أن أصلي.

  

القضية التي اعتقل بسببها المحامي أسامة مرسي تشبه تماما قضايا أفلام السبعينات المصرية التي تلفق فيها تهمة حيازة ممنوع ما إلى أحدهم بغية إسكاته، فقد اعتقل من منزله في الزقازيق في 8 ديسمبر 2016 بسبب حيازته سلاحا أبيض دون رخصة، ثم اتهم لاحقا بالتحريض على العنف، وسيتهم لاحقا وباستمرار بازدراء المحكمة بعد استفزازه بالطبع، لقول شيء ما يؤدي إلى دوامة من التهم والمحاكمات، والقصد قتله في محبسه، فالاستراتيجية التي انتهجت مع الرئيس مرسي ونجحت في مرور الجريمة مرور الكرام وسط تجاهل دولي للجريمة، فالسيسي مشتر سخي للسلاح ومتعهد صفقات بارع لصالح الغرب في الشرق الأوسط.

   

القضية هنا استخفاف ظاهر من السيسي ونظامه بالمواثيق الدولية التي تكرس كرامة الفرد حتى لو كان مجرما، والاستخفاف الدي ظهر وقت مقتل الرئيس الراحل مرسي قد أغرى النظام المصري على التمادي في فعلته

التصريحات التي أدلى بها أسامة تعود لثلاث سنوات، والحال ازداد سوءا اليوم حسب حقوقيين وأسرة الرجل، فقد قال الحقوقي المصري خلف بيومي لأحد المواقع الإخباري: لا شك أن وضع أسامة محمد مرسي، داخل سجن العقرب شديد الحراسة يشبه لحد كبير الوضع الذي مر به والده الدكتور محمد مرسي، مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أشار إلى معاناته مع الحبس الانفرادي، ومنع الزيارة، ومنع التريض، ومنع التشمس، مؤكدا أن كل الممنوعات تقع في حقه.

   

الصمت التام من الإعلام والهيئات المحلية التي تعنى بحقوق الإنسان غرضه الوحيد تمرير الجريمة في هدوء وبعيدا عن التشويش الحقوقي الدولي حتى وقع الجريمة ثم التجاهل الدولي المعتاد، إلا من بعض الأصوات الحقوقية فقد أعلنت الحقوقية هبة حسن عن أسفها لوضع أسامة مرسي واعتقاله دون تهمة واضحة مرورا بغياب كل حقوقه كسجين مثل غيره وأن الرجل محروم من أسط الاحتياجات الإنسانية ووصفت بأن ما يحدث في حقه تنكيل متعمد.

 

أكدت الحقوقية المصرية، أن المنظمات الحقوقية لا تتوقف عن المطالبة بوقف ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات، معربة عن أسفها الشديد لأن النظام المصري لا يتخذ أي موقف إيجابي تجاه هذه المطالبات والضغوط حتى الدولي منها، وتعتقد المدير التنفيذي للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، بأهمية تلك الجهود لإيجاد ضغط دولي فاعل يجبر النظام على احترام حقوق الإنسان ووقف خصومته الحادة مع كل المطالبين بالحرية من شركاء يناير على اختلاف أطيافهم ومنهم ابن أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير، ودعت الناشطة المهتمة بشؤون المعتقلين في مصر إيمان الجارحي، للحديث عن أزمة أسامة مرسي، قائلة عبر فيسبوك: اتكلموا عن الأسد أسامة محمد مرسي ابن الرئيس الشهيد دكتور محمد مرسي الله يرحمه.

 

أحد المعتقلين في سجون النظام روى تفاصيل مقابلته لأسامة مرسي في إحدى جلسات محاكمته بقضية فض اعتصام رابعة، مؤكدا أنه قال له إن أمن السجون يتعامل معه كما كان يتعامل مع والده الرئيس، وأضاف الراوي الذي رفض ذكر اسمه لأحد المواقع الإلكترونية أن أسامة مرسي أكد له أنهم يضعونه في نفس زنزانة والده وممنوع عنه كل شيء.

 

يستمر السيسي ببلادته المعهودة هو وزماراته من الإعلاميين التافهين في لعبة مكشوفة لأكثر المجانين جنونا حول الانكار والتلفيق الإعلامي لمشاهد السجون المليئة بشتى أنواع المشاوي والتريض ولعب الكرة، في رسائل غبية للغرب تثبت احترامهم لكرامة الانسان المحبوس، لكن الفيديوهات المسربة من داخل سجن العقرب الدي طالما امتدح في الإعلام كأحد الصجون المتميزة من حيث احترام حقوق الانسان، حتى عاب الإعلاميون تدليل المحكومين وتمني بعضهم السجن للتمتع بامتيازاته، لكن ما رأيناه من تسريبات تؤكد صدق التقارير التي تحدثت عن رعب السجن وسوء سمعته، وانتهاك كرامة البشر والخسة حتى في الظلم، لكن القضية هنا استخفاف ظاهر من السيسي ونظامه بالمواثيق الدولية التي تكرس كرامة الفرد حتى لو كان مجرما، والاستخفاف الدي ظهر وقت مقتل الرئيس الراحل مرسي قد أغرى النظام المصري على التمادي في فعلته دون أدنى حرج، فالناس خائفون في الداخل وهدا طبيعي ولا حرج على الشعب المصري العظيم والخارج لا يكترث لأي عربي مهما كان منصبه أو عرقه أو انتمائه طالما مصالحه مضمونة وكلمته مسموعة، واللقاء الصحفي الشهير الدي عقد ترامب في البيت الأبيض عندما سئل عن اختفاء جمال خاشقجي رحمه الله، فالتفت رأسا إلى أحد مستشاريه سائلا: هل خاشقجي أمريكي؟ فهدا هو معيار التدخل عند الغرب لصالح مظلوم ما، فقبل أيام هددت إحدى السيناتورات الديمقراطيات دولة لبنان بسبب موقوف يحمل الجنسية الأمريكية، لكن المئات الدين تنتهك آدميتهم كل يوم في السجون المصرية لا أحد يتكلم عنهم.

    

يكون الإنسان إنسانا وكفى مهما كان جنسه، لكن السيسي يريد القضاء نهائيا على الرئيس مرسي بالقضاء تماما على كل بادرة خطر من عائلته، والطريق ممهد أمامه للقتل طالما لا أحد يحرك ساكنا، لكن صمود أسامة مرسي مثل صمود والده سيجعله يعيش مئات المرات أكثر من الدي يريد قتله بدم بارد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.