شعار قسم مدونات

كورونا بين الصحيح والمَغلوط!

blogs كورونا

بينما يترصد فيروس كورونا المستجد بالناس في مشرق الأرض ومغربها غير آبهٍ بدولة عُظمى أو شعب من كوكبٍ آخر، لينقض على جسد شيخ طاعن، أو شاب يافع، فيهدم فيه قوته، ويطحن متنفس روحه كأنه قبضة من جحيم أسود، فينزل به ما ينزل بمن يهوي في ساعة عسرة بمنزلة بين الموت والحياة، قد بلغ عدد الذين قطع الفيروس طريقه إليهم أكثر من 300 ألف حالة، بينما عدد الذين قضوا نحبهم قد جاوز 13 ألف حالة، وهي زيادة ذات وقع وأثر، تُستجاش لها العزائم الراسخة، وتُشحذ بها الهمم العالية، حتى يمد الناس أبصارهم، ويطرقون أسماعهم للصحيح المؤكد، ليدحضوا به المغلوط الشائع، الذي يُضر ولا يسر، ويُمرض ولا يمد في الصحة، والمناعة إلى ما يطيح بها أرضًا، لتقع فريسة لهذا الخفي، الفتَّاك.

قد شاع في الآونة الأخيرة أن دواء "Plaquenil" الذي يحتوي على مادة Hydroxychloroquine علاج فعال، وآمن لما يسببه covid-19 والحقيقة أنه من الأدوية المضادة للملاريا التي يمكن أن تكون فعالة أيضًا للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة كذلك، وقد درس الباحثون في الصين وفرنسا الدواء كعلاج للالتهاب الرئوي الناتج عن الفيروس التاجي، وظهرت النتائج واعدةً في البداية في دراسات صغيرة، وللحصول على المزيد من الأدلة، بدأت منظمة الصحة العالمية WHO، ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA تجارب سريرية متعددة البلدان لعدد من الأدوية التي يمكن أن تكون فعالة ضد هذا الفيروس، بما في ذلك هيدروكسي كلوروكوين.

لا يساعد تناول الثوم في الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد، لكنه يعد طعام صحي، ويتميز باحتوائه على بعض الخصائص المضادة للميكروبات، ومع ذلك، لا توجد أي بيّنة تثبت أن تناول الثوم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد

ما يقلق أن العامة في العالم، وخصوصًا مصر قد توافدوا على الصيدليات طلبًا له دون وعي، أو دراية بخطورة ما يفعلون، إذ إن للدواء آثر جانبية وتداخلات متنوعة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، ما نتج عنه نفاد الدواء من الصيدليات، الأمر الذي ضاعف معاناة المرضى الذين وصف لهم الدواء كعلاج لأمراض غير كورونا قبل ذلك، فالحذر أيها القارئ، من المصادر التي تضرك لا تنفعك، وتجنب تناول أي دواء قد يظهر اسمه في أي مقال أو منشور، دون الرجوع إلى موقع منظمة الصحة العالمية. كذلك لم يخفَ على عين هذه المنشورات التي تعج بالكلام المغلوط، الذي لا يستند إلى مصدر أو تفسير علمي، نصحح منها ما يلي:
– ليس كبار السن "وحدهم" عرضة للإصابة بالفيروس؛ فيمكن أن يُصاب الأشخاص من جميع الأعمار بفيروس كورونا المستجد-2019، لكن كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مرضية سابقة الوجود (مثل الرَبْو، وداء السُكَّريّ، وأمراض القلب) هم الأكثر عُرضة للإصابة بالفيروس.

– لا تقضي المضادات الحيوية على كورونا، بل تقضي على الجراثيم فقط، يعد كورونا المستجد-2019 من الفيروسات، لذلك يجب عدم استخدام المضادات الحيوية في الوقاية منه أو علاجه، ورغم ذلك، إذا تم إدخالك إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا المستجد-19، فقد تحصل على المضادات الحيوية لاحتمالية إصابتك بعدوى بكتيرية مصاحبة.

– لا يساعد تناول الثوم في الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد، لكنه يعد طعام صحي، ويتميز باحتوائه على بعض الخصائص المضادة للميكروبات، ومع ذلك، لا توجد أي بيّنة تثبت أن تناول الثوم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد.

– لا يساعد تناول الأدوية المضادة للفيروسات في الشفاء من فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV)؛ إذ لا توجد بعد أي بيّنة تؤكد على أن أوسيلتاميفير أو غيره يساعد في الشفاء من فيروس كورونا، وتسعى منظمة الصحة العالمية سعيًا حثيثًا، بالتعاون مع الباحثين والأطباء حول العالم، إلى استقصاء علاجات ممكنة للفيروس، ويشمل ذلك البحث في ما إذا كانت الأدوية المضادة للفيروسات الحالية لها تأثير على الفيروس، إلا أن العمل لا يزال في مرحلة مبكرة، ولم تصدر أي توصيات.

– لا تساعد الغَرْغَرَة بغسول الفم على الوقاية من العدوى بفيروس كورونا؛ لا بيّنة على أن استخدام غسول الفم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد، رغم أن هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضي على جراثيم معينة لبضع دقائق في اللُّعَاب الموجود بالفم. لكن لا يعني ذلك أنها تقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد-19.

– لا يحول وضع زيت السمسم على البشرة دون دخول فيروس كورونا المستجد إلى الجسم، هناك بعض المطهرات الكيميائية التي تقتل فيروس كورونا المستجد-19 على الأسطح، وتشمل مطهرات تحتوي على كلور، وغيرها من المذيبات، والإيْثَانُول بتركيز 75بالمائة، وحمض البيرُوكْسِي آسِتِيك، والكلُورُوفُورْم، إلا أن تأثيرها على الفيروس ضعيف أو منعدم إذا وُضِعَت على البشرة أو أسفل الأنف مباشرة، بل من الخطر وضع هذه المواد الكيميائية على البشرة.

– لا تأخذ الكورتيزون كدواء لأي عرض دون الرجوع إلى الطبيب؛ فهو يضعف المناعة، مما يزيد فرصة الإصابة بالمرض، إلى جانب ذلك انتبه لبعض المساعدين غير المتخصصين في الصيدليات المصرية الذين يصرفونه لأعراض البرد والإنفلونزا جهلًا بعمله وتأثيره في الجسم.

ونأكد على الالتزام، وعدم مغادرة المنزل إلا في الضرورة القصوى، والتأكد من تنفيذ ما أوصت به منظمة الصحة العالمية who للوقاية:
– غسل اليدين بالصابون والماء أو فرك اليدين بمطهر كحولي.
– تغطية الفم والأنف بقناع طبي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السعال أو العطس.
– تجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الأنفلونزا بدون وقاية، والتماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس.
– عند زيارة الأسواق المفتوحة، تجنب الملامسة المباشرة دون وقاية للحيوانات الحية والأسطح التي تلامسها الحيوانات.
– طهي الطعام جيدًا، وخصوصًا اللحوم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.