شعار قسم مدونات

خواطر في نصرة غزة

مظاهرة في واشنطن للمطالبة بوقف الحرب على غزة (الفرنسية)

يتساءل الكثير من شباب الأمة عن واجبنا تجاه إخواننا في غزة، جراء العدوان الهمجي الذي يلاقونه من الصهاينة الملاعين، فما يتعرض له أكثر من مليوني إنسان في غزة يعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان، ترفضها كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وما يحصل الآن في غزة المحاصرة عدوان صارخ يجب على المسلمين مدافعته بكل ما أوتوا من قوة، وكل بحسبه، ولا يعذر أحد حتى يزول الاحتلال ويندفع الفساد.

إن قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين؛ بل قضية العالم الحر، وهي بحد ذاتها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وفلسطين دولة مسلمة، والاعتداء عليها يعني الاعتداء على كل المسلمين بل على المجتمع الإنساني والدولي، وما تواجهه غزة منذ ما يزيد على ستة أشهر هي ليست جريمة إنسانية متكاملة الأركان والشروط؛ بل هي إبادة إنسانية كاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ حيث تتعرض غزة إلى مؤامرة عالمية خبيثة ودنيئة تتلخص في الإبادة والتهجير القسري من قبل الكيان الصهيوني المحتل بتخطيط ومساعدة من دول الغرب وأميركا.

الدعم المعنوي من خلال تثبيت أهلنا في غزة، بكل الوسائل الإعلامية المتاحة، ومن أيسرها وسائل التواصل الاجتماعي التي يكثر زوارها في هذه الأيام وغيرها، وكشف الحقائق الشرعية في مفهوم النصر، وحكم الشارع في اتخاذ الشهداء مع التأكيد في وسائل الإعلام العربية والإسلامية على عظم إثم التثبيط

وقد يصاب بعض المسلمين من أهل الغيرة والحمية، لاسيما الشباب بنوع من الإحباط أو اليأس وهم يشهدون ما يجري في غزة من حرب صهيونية قذرة، وحق لهم أن يتألموا، وبإمكاننا كأفراد أن نقوم بجهود نصرة شرعية قانونية مؤثرة إن شاء الله تعالى، على المدى القريب والبعيد، وهذه بعض الأمثلة للوسائل المشروعة المتاحة أذكرها على سبيل المثال لا الحصر:

أولا: الدعاء لإخواننا في غزة في مواطن إجابة الدعاء، والقنوت لنازلتهم، وقد أفتى بذلك في هذه القضية بالذات كثير من علماء الأمة المعتبرين، فما أهوننا إن لم نرفع أيدينا إلى الله عز وجل نطلب منه الغوث لأهلنا في غزة، ونتضرع إليه طلبا للطفه سبحانه بالأجنة في بطون الحوامل، والصغار في أحضان الأمهات، والشيوخ في قارعة الطريق، والمصابين والمرضى في المستشفيات وغرف الإنعاش.

ثانيا: الدعم المعنوي من خلال تثبيت أهلنا في غزة، بكل الوسائل الإعلامية المتاحة، ومن أيسرها وسائل التواصل الاجتماعي التي يكثر زوارها في هذه الأيام وغيرها، وكشف الحقائق الشرعية في مفهوم النصر، وحكم الشارع في اتخاذ الشهداء مع التأكيد في وسائل الإعلام العربية والإسلامية على عظم إثم التثبيط، فضلا عن عواقب الخيانة والغدر بأهل الرباط، والتحذير من العمالة للعد، وكشف كل مؤامرات الخيانة لتتضح الحقيقة للناس ويميز الله الخبيث من الطيب.

ثالثا: الدعم المادي من خلال جميع القنوات الشرعية المتاحة، ولا يخلو بلد إسلامي من منظمات موثوقة وجمعيات خيرية رائدة، قادرة على توصيل المعونات والإمدادات، ونحن في العراق نحمد الله عز وجل أن أتاح لنا من يمد يد العون لإغاثة أهلنا في غزة الجريحة، حتى الأرامل والأيتام وذوي الحاجة كان لهم نصيب في شرف المشاركة ولو بالقليل.

رابعا: الكشف الإعلامي للحقائق المتعلقة بأسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني، أعدادا وأوضاعا وأحوالا، فليزر من يروم نصرة إخوتنا في فلسطين – على سبيل المثال – مواقع الأسرى على الشبكة العالمية، وليحكي بعض ما يجد من معاناة امرأة أو طفل أسير أو شيخ قد بلغ من الكبر عتيا، أو مولود فلسطيني ولد أسيرا في السجون الصهيونية الظالمة، فربما رق مؤمن فانتصر بالدعاء الذي قد لا يرد، أو اطلع ذو مال فاتقى الله في ماله وبذل، أو قرأ خصم فارعوى ورجع، أو بلغ من هو أوعى من قارئ, ومثله كشف الحقائق المتعلقة باللاجئين الذين يحل محلهم ظلما وعدوانا قطعان المستوطنين في المغتصبات الصهيونية الظالمة.

يجب عدم نسيان الحقائق المتعلقة بالجهود الصهيونية في محاولة هدم المسجد الأقصى، وما يجري منهم تحته من أعمال حفر وتنقيب، وخلخلة لمبانيه، وامتهان لأرضه، وتهديد بذلك على أيدي العصابات الصهيونية شديدة التطرف

خامسا: إبراز كل ما يتعلق بجهود المقاطعة الشعبية وأسبابها المشروعة، من خلال مواقع المقاطعة الشعبية للكيان الصهيوني على الشبكة العالمية وغيرها، ومنها مواقع عديدة معروفة ومليئة بالحقائق الميدانية، والمزيد من الأفكار العملية المشروعة التي تحتاج إلى مزيد تفعيل، لتساهم في بقاء القضية الإسلامية حية في نفوس الأمة، وتوعية الرأي العام العالمي بها من خلال عرض كل جديد وتوضيحه مدعما بالوثائق والأدلة.

وعدم نسيان الحقائق المتعلقة بالجهود الصهيونية في محاولة هدم المسجد الأقصى، وما يجري منهم تحته من أعمال حفر وتنقيب، وخلخلة لمبانيه، وامتهان لأرضه، وتهديد بذلك على أيدي العصابات الصهيونية شديدة التطرف، وكذا محاولاتهم السيئة في تغيير التركيبة السكانية في القدس المحتلة .

سادسا: كشف خطوات التطبيع الظالم، والإفادة في ذلك من إحصائيات المواقع الموثوقة التي أنشأتها المؤسسات الإسلامية والعربية في البلاد التي تضرر أهلها من التطبيع، ولم يجنوا منه غير الفساد في الاقتصاد والحرث والنسل، وتيسير الاختراق الصهيوني للبلاد العربية والإسلامية ومؤسساتها الحيوية المهمة .

سابعا: كشف الحقد الصهيوني وكشف دعواه الباطلة، لدى الرأي العام العربي والعالمي، ونشر الصور التي تكشف حقيقة ما يجري من مجازر، ولا سيما صور الأطفال والنساء والشيوخ، التي يغيبها الإعلام المتواطئ مع العدو الصهيوني وعملائه، أو العاجز عن نقل الصورة بنفسه من ميدان المعركة.

ثامنا: وهو خاص بمتقني اللغة العبرية: المشاركة في المنصات العبرية، وتوهين العدو من خلال منتديات الصهاينة واليهود المحتلين على الشبكة العالمية، بكشف جوانب مهمة لقراء تلك المنتديات من الصهاينة، وتوضيح خداع زعمائهم لهم، وبيان خطر جريمتهم على واقعهم ومستقبلهم، وترجمة بيانات المقاومة التي تتوعدهم.

لنحذر جميعا كل الحذر من خذلان إخواننا وعدم التفاعل معهم ونصرتهم ومساندتهم، فخذلان المسلمين سبب لخذلان الله للعبد، فلا ينبغي لقادر أن يتأخر عن نجدة إخوانه وإغاثتهم وتخفيف آلامهم

إن إخواننا في غزة في كرب وشدة، ينتظرون من كل مسلم نصرتهم بمد يد العون لهم، واعلم أن كل ما يقدمه المسلم لإخوانه فإن الواجب الإسلامي أعظم من ذلك، وفي الحديث: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره)، ولا حرج من التعاون مع كافة المؤسسات والهيئات التي تساند القضية الفلسطينية من منطلق إنساني عادل، ومشاركتها في فعاليتها وأنشطتها، وتعريف العالم بأسره بأن فلسطين إنما هي بالمقام الأول قضية إنسانية، يجب أن يدافع عنها كل الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ويتضامنون مع العدالة ويقفون ضد الظلم والاستكبار والطغيان الصهيوني والتواطؤ الدولي.

ولنحذر جميعا كل الحذر من خذلان إخواننا وعدم التفاعل معهم ونصرتهم ومساندتهم، فخذلان المسلمين سبب لخذلان الله للعبد، فلا ينبغي لقادر أن يتأخر عن نجدة إخوانه وإغاثتهم وتخفيف آلامهم، فواجب الأمة نحوهم البذل بسخاء، ومدهم بالسلاح والعتاد وتثبيتا لأقدامهم، ونكاية في عدوهم.

ولا شك أن ثبات أهل فلسطين ثبات للأمة، وأن خذلانهم خطر على الأمة في دينها ودنياها، وفي حاضرها ومستقبلها، وأن البخل في مواقف البذل من أسباب الهلاك.

هذه أمثلة لبعض الأمور التي يمكننا أن نقوم بها دون عناء بصورة مشروعة مأمونة مؤثرة. نسأل الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يوفق الشعوب المسلمة للقيام بكل ما يطيقون من جهد في نصرة الحق وأهله، ورفع الظلم عن إخواننا في فلسطين المحتلة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.