هل تعلم يا رجل أني صحفي استقصائي فاشل؛ مثير للشفقة. كل تحقيقاتي الصحفية التي أضفيت عليها مسحة من الغموض يراها الذين حولي أمورا تافهة، لا تستحق الجهد لقراءتها، سحر الغموض الذي أسطره بجهد يثير سخرية الجميع، هكذا تحولت إلى نكتة في أفواه الزملاء. مع ذلك ينبغي أن أستمر في اكتشاف السخافات والإشاعات المثيرة للسخرية.
بداية جمعت المادة من مئات المقالات والتحليلات وعليها عشرات الصور المفبركة والحقيقية وعلي الآن أن أثبت أن من يحكم العالم هم السحالي! هل رأيت؟ الأمر سهل جدا. لهذا أبدو للجميع كمن يستجلب السخرية على نفسه.
هذه الأدخنة التي تتصاعد وتسبب للحمقى دوارا لا تأتي من كومة قش منطفئ. إن كومة القش هذه ما زالت حية لها جذور في عمق المعتقدات التي نؤمن بها، ولعلك تعلم أن صور السحالي موجودة منذ القدم في نقوش من عبدوها سابقا أو عرفوها عن قرب.
أريد أن أؤكد لك بعيدا عن سخرية الفكرة أن من يحكمنا هو جماعة من السحالي فعلا. حسنا أنت تضحك ساخرا الآن! أتحداك أن تقهقه هكذا أمام أثنين مليون شخص يؤمنون بهذا الكلام في أميركا وحدها. لقد كنت مثلك أضحك وأنا أثير قضية سخيفة كي أتحصل على مكافأة فوق راتبي. بل أني حتى وقت قصير كنت أظن أن الرياضي المجنون ديفيد إك حاول أن يحظى بشهرة أفضل من شهرة الرياضي التي لم يتحصل عليها بسبب إصابته، فابتدع هذه القصة السخيفة. حتى كتابه السر الأعظم ظننت أن قصة مصادرته مفتعلة من أجل إضفاء الأهمية والتسبب في انتشاره.
لكن اسمع ما سأخبرك، هذه الأدخنة التي تتصاعد وتسبب للحمقى دوارا لا تأتي من كومة قش منطفئ. إن كومة القش هذه ما زالت حية لها جذور في عمق المعتقدات التي نؤمن بها، ولعلك تعلم أن صور السحالي موجودة منذ القدم في نقوش من عبدوها سابقا أو عرفوها عن قرب. السحالي البشرية موجودة فعلا لكن ليس بالقصة التي يسوقها الحمقى عن غزو من خارج الأرض. من قبل سكان كوكب آخر، الحقيقة أن السحالي من سكان الأرض قبل وجودنا أيضا. ولأكون أكثر دقة، أبوهم نزل مع أبونا بعد خلاف بسيط في الجنة، طردا على إثره إلى الأرض
هل فهمت الآن من أين أتت صور السحالي؟ وقرون الوعول؟ والكائنات التي تسير بذيول؟ إن مصدرها أباهم، إبليس شخصيا.
لا أظن أن قصة المؤامرة لم تمر عليك بإحدى تفاصيلها الكثيرة: المليار الذهبي، كورونا والموت العجيب، فتن الحروب الغامضة، الإبادات الجماعية المسكوت عنها، السحالي التي تحكمنا وتماثيلها منذ القدم، الغنى المفرط لبعض العائلات التي تتحكم بمصير الشعوب، منظمات الغموض والشر، النور والظلمات، عبدة الشيطان، وأكسير الشباب الدائم الذي تتناوله نخب الحكم والفن، سائل الأدرينوكروم، قربان الدم، وماذا أيضا هل تذكر بعضها؟
المؤامرة لم تبدأ في زمننا هذا، أبدا، ولم تكن أسبابها الخفية زعامة العالم أو مقدرات الكوكب كما يحلو لنا أن نقول، نعم المال والسلطة هما علة كل مؤامرة لكن ماذا عن المؤامرة الأولى ضد البشرية كلها؟
شرب الدماء عقيدة معروفة لدى صهيون وعبدة الشيطان. نعم يوجد مؤامرة. "لأغوينهم" هذه الكلمة الجملة مفتتح المؤامرة الكبرى. وكل ما يحدث من أجلها.
لا أعلم يا صديقي.. أنت تعلم أني صحفي استقصائي سيء الحظ وأخشى أن أكون سيء الفهم أيضا، لكن هل الله خلق هؤلاء البشر المساكين لعبة تحد بينه وبين الشيطان (لأغوينهم أجمعين) و(لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين).
هنا تبدأ المؤامرة الحقيقية وبقية الأمور تفاصيل. ومن هنا نبتت فكرة الخلود التي طردت آدم من الجنة ها هي تسوق ذريته في الدنيا إلى الجحيم، الوهم الذي يعدهم ويمنيهم الشيطان دون أن يحقق لهم خلودا حقيقيا باستثناء أننا نلعنهم ونتوارث لعنهم جيلا بعد جيل، أما أباهم فيرفع يديه صائحا يوم القيامة أنا بريء من غباء الإنسان وجشعه.
لا تسخر يا صديقي مما أقوله لك حول مادة الأدرينوكروم التي يشربها كبار الساسة وأصحاب النفوذ العالمي والمشاهير المؤثرين. هذه المادة تتحصل من دماء الأطفال وهم في أشد حالات الرعب والخوف، حين يفرز الجسم عنصر الأدرينالين. آلاف الأطفال المخطوفين من أنحاء العالم خاصة دول العالم الثالث.
قد تراها مبالغات خيالية. لكن شرب الدماء عقيدة معروفة لدى صهيون وعبدة الشيطان. نعم يوجد مؤامرة. "لأغوينهم" هذه الكلمة الجملة مفتتح المؤامرة الكبرى. وكل ما يحدث من أجلها.
تبدو مقدرة الشيطان الوحيدة هي الإغواء بهذه الأمنية "الخلود"، بها يملك رقاب الحكام وكبار القوم (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)
ليست المرة الأولى التي يغوي فيها إبليس البشر بفكرة الخلود!
فكرة الخلود أو الشباب الدائم ليست سوى حلم فريق الذين يملكون كل شيء، المال والسلطة والجمال لمن يتركونها حتى يموتوا كالخراف مثلنا؟ أما فريق الفقراء والبؤساء فيستعجلون الموت على أمل حياة أخرى يرتاحون فيها من الشقاء الذي يسببه الفريق الأول. تبدو مقدرة الشيطان الوحيدة هي الإغواء بهذه الأمنية، بها يملك رقاب الحكام وكبار القوم (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)، نأتي الآن إلى تفصيلة مهمة للمؤامرة الكبرى، كلنا نعرفها وأتحداك أن تنكرها، إنها الأخوة بين إبليس وجماعة معينة من البشر.
لم يجد الشيطان من البشر رفاقا مثل الصهاينة كلاهما نبذه الله في التيه بعد أن عصوا وعاندوا. ولأن الصهاينة يبحثون عن إله يتجسد أمامهم حتى لو كان عجلا له خوار فقد تجسد لهم إبليس وأظنه كان يضع قرنين جيدين، ومن يومها والصهاينة يسعون لحكم العالم بتوفيق إبليس وتنفيذ غايته الأسمى. لأملأن جهنم.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.