شعار قسم مدونات

العام الجديد برؤية جديدة

blogs - عام جديد

يقول مصطفى الرافعي: "إذا لم تزد على الحياة شيئاَ فأنت زائدٌ عليها".

 

أيامٌ ونستهل عاماً جديداً، عاما يزيد على التاريخ بعض العطاءات ويأخذ منه بعض المصداقية ويعيد ترتيب نفسه وقتا وكما ونوعاً، عامٌ ميلادي التوقيت بشري الإنجازات فيه الولادة والموت كما كل عام. اعتدنا أن نقف أمامه لنخطط له بانتظار أن تتحقق الأمنيات هذه المرة وتلبى الرغبات.
 

عام تلو العام يضعنا أمام أمل مقبل ومخاوف مستبعدة. هذا العام قررت على غرار ما مضى ألا أسجل أياً مما أتمنى ولا أوثق بعضاً مما أخاف أن يحدث معي، أريد على حياد أن أتركه للصدفة أريد أن أستمتع بالحياة دون أن الاحظ الوقت ولا أحسب الأيام والساعات أريد رحلة انتقائية للحياة على خلاف تلك التي كنت أعد لها ساعتي الرملية فيقطر منها الوقت ويتأرجح على همساتها الزمان. هذا العام بطريقة تخالف ما يفعله الكثير أردت أن أقول ماذا لو كان القادم استثنائيا وارتجاليا في ذاته؛ عامٌ واحد نشتري منه أنفسنا من قفص الوقت ونطلق العنان لرغباتنا عفوية ونمر بين رحابه كالغيم الهطول نرويه ونرتوي من بحره.

 

أيامٌ ويصبح اليوم أمسنا ونصبح أبناء المجهول القادم بلا نزاع. ماذا لو كنا هذه المرة أحراراً لا مخاوف، لا استسلام، لا إحباط أو يأس؛ فقط نمضي قدماً بقلوب مفعمة بالأمل وبعيون حادقة ترى ما بعد الصورة وما قبلها وما بعد الوقت وما قبله؛ عيونٌ ترسم للعام الجديد الفرح والتفاؤل ليس إلا.

 

المقصود أن تترك للوقت بعض المفاجأة، أن تغير أساليبك لا أهدافك وأن تعيد ترتيب أبجدياتك بعيدا عن الخطط الرسمية اللاواقعية

هذا العام أنا حرة لا أرى أمامي ما يراه الحالمون، لا أرى وهماً ولا هماً، أرى الحياة تخلع ثوبها التنكري وتلبس ثوباً من ألوان وصدق، أراها كما لا يفعل أحد. يقول الشاعر الإنجليزي اليوت: "ينتمي كلام العام الماضي إلى العام الماضي، وينتظر كلام العام الجديد صوتاً آخر" نعم، صوت جديد يخرج من الأعماق مختلفٌ لاختلاف القادم، مفاجئٌ، ربيعيٌ يشبه خلجات النفس. دقات قلب المرء قائلةٌ له إن الحياة دقائقٌ وثواني.

 

أما عن التخطيط لهذا العام فربما يجب أن يغير كلٌ منَا أسلوبه، ولا أقصد خططه، هذا لا يعني ألا تمتلك أهدافا تسعى نحو تحقيقها أو أن تواظب العمل بها ضمن العام الجديد، المقصود أن تترك للوقت بعض المفاجأة، أن تغير أساليبك لا أهدافك وأن تعيد ترتيب أبجدياتك بعيدا عن الخطط الرسمية اللاواقعية، أن تترك لذاتك بعض المشاركة على سبيل التغيير؛ الهدف ثابت ولكن الأسلوب مختلف باختلاف العام القادم والذي يضيف لأعمارنا عاما جديدا من الخبرات والعثرات والتي يجدر بنا أن نتعلم منها. بعض المثابرة والتفاؤل والانطلاق ستجعل رحلة العام الجديد أكثر رحباً، ولا ينبغي ان تكون رحلة للحياة الدنيا فقط وانما للآخرة منها اوفر الحظ والنصيب، قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا " هذا هو جوهر التخطيط الناجح وثماره ستنضج دنيوياً وأخروياً ستقطفها في موعدها الذي خُلقت له، قال تعالى: "وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ"

 

اذكر قول أحدهم: "إذا سئلت عن خطتي للعام الجديد، فهي اكتشاف من أنا" أعتقد أن هذه الخطة في حسبان الجميع أن نعرف حقا من نحن، دعونا نتشارك الرؤية سوياً فلنغير قياس الزاوية واتجاه البوصلة نحو ما نريد، دعونا لا نستسلم فإرادة الحر من حديد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.