شعار قسم مدونات

رعشة الحب بين السؤال والجواب

blogs - love - Tareq

نستجدي أرواحنا لأننا بها نحيا، نركنُ كلماتنا على رفٍ من الأسئلة وشيءٍ من الغموض، تربكنا تحفةُ الحرفِ وقرمزيةُ الغضب المكتنزِ في جوفه.

السؤال لعنةُ القلب والعقل علينا، فأتاني السؤال بخطىً هائمة،  ليقفَ على أعتاب السكونِ في حرفي:
هل الحب يدفعنا للخوف منه فيقودنا للقبر أو يدفعنا للحياة حد الفرح؟

تبدأ عبرة الفكرة، فالنبضُ الأول لها كان حباً، ولا شيء يوقدُ الحبَ ها هنا سوى الحب بالفحوى الأصولي الأول له.

الجواب لهفةُ الضائع والمنتشي بارتطامِ أمنياته بقشةِ المحيط، لذا كان عليّ أن أرتبَ جوابي على رعشةٍ من الحب، ككاتبٍ أتقمصُ الأدوارَ حولي، أثرثرُ كعجوزٍ، وأتلمسُ الخطى كطفلٍ يهيم بالمشي، وأمضي الآن خطىً أولى كباحثٍ عن نبضةِ حب لسؤالٍ يربكُ مضجعي.

صميم أنانا هو نفخةُ الإلهِ المليئة رحمةً وحباً، نفخةٌ من الأصل في فرعٍ سيعودُ إلى أصله يقيناً، وبينَ المسافتينِ سفرٌغزيرٌ بالغموضُ والتقصي، سفرٌ تُخط ملامحهُ بأثر الكدح وأنفاسِ التعب، ببسمة المتكئ، وارتعاشةِ المُتلفِ.

ولابد للسفر من زادٍ يضبطُ إيقاعَ النفحة وخفقانِ نبضها، لابد لها من وصلٍ يقيني الحضور، مزخرفِ المعنى، وبالإيقاعِ ذاته لتلك النفحة الأولى، وخطاها في هزليةِ الجسد الفاني، تبدأ عبرة الفكرة، فالنبضُ الأول لها كان حباً، ولا شيء يوقدُ الحبَ ها هنا سوى الحب بالفحوى الأصولي الأول له، لتبدأ تلكَ الأسفار في صراعٍ بينَ إدراكِ الظاهرالمعدومِ، والوصولِ إلى العمق الموصولِ بالخالقِ، واتصال الأرواح هنا ضرورةٌ لازمةٌ لإدراكِ وفقهِ هذا الوصول والغرق في لذةِ الحب الأصولية والأبدية المتصلة.

فعندما يبدأ الإنسان إدراكَ ماحولهُ تفقهاً بالحب ووصولاَ لجوهرهِ سيصلُ في مستوياتٍ مختلفةَ للوصول الإلهي، تبعاً لمستويات الإدراكِ التي يقفٌ عندها، والأداةُ هنا هي الحب لأنه العلّة الأولى والنبضةُ المعلنة لتلكَ النفحة التي جابت أرجاء إدراكِ المُدرِك -الإنسان-.

إدراك والأسلوب وعمق الفهم الذي ننتعلهُ في حبنا جميعها مقاييسٌ تسعفنا لضبط بوصلةِ التأرجح.

فغرق الحضور الإنساني في مران الحب – بمعناه الأعمق – هو نافذةُ خصبةٌ للولوجِ إلى فُسح الحياة ومروجها، ووسيلةُ أمضى للمضي في سبلها بفقهٍ لا يفسرهُ إلا الوصول حباً نحو الإتصال بالإله، لكن لرعشةِ الفقهِ هذه اضطرابٌ منبتهُ تأرجحٌ في الإدراكِ وخللٌ في إحدى المتصلين حباً، هنا ترتبكُ المعاني.

وتتجمد الصور بينَ يقينية الإتصال وأسلوبهِ ونتاجه أيضاً، فيغدو المُحب لاهياً بينَ صدق المعنى الموقنِ بهِ وبينَ حالهِ في جوفِ هذا الحب.

أوضحُ أن لا حب يوصلُ إلى خوفٍ مادام جوهرهِ ومعناه عميق بتلكَ النفحة والإتصال الأول، لذا يقيناً علينا أن نسعى في نبشِ البذور الأولى لأي اتصالٍ وسيلته الحب الأعمق، في حال كان في نتاجَه اضطراب وارتباك، فالإدراك والأسلوب وعمق الفهم الذي ننتعلهُ في حبنا جميعها مقاييسٌ تسعفنا لضبط بوصلةِ التأرجح لنتاج الإتصال حباً بينَ أرواحنا وأرواحِ من تهفو قلوبنا في وصلهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.