شعار قسم مدونات

لا أجندة ثابتة للكون

مدونات - رجل تأمل تفكر

"إن خلق كون ومجرات ليس أكثر أهمية من تطور شخص واحد عند الله"، "التغير"، بماذا شعرت عندما رأيت هذه الكلمة هل قبلت بها أم رفضتها ماذا تعني لك؟ ما من شخص يجادل بأن الحياة هي التغير، من المستحيل أن تكون جديداً وقديماً في آن واحد، برغم من أننا جميعاً نتمنى أن نبقى في الطريق الذي نحن عليه، إن التغير شيء مخيف، بل أكثر من ذلك، لأنه يهدد الآنا. إن الكثير منا ينظر إلى التغير بنظرة سلبية وكأنها شبح مخيف، نعم! العقل يصنع الكثير من الخوف عندما يشعر بنشأة وعي أتيه إليه ويبقي يقنعك بكل الأشياء التي ستخسرها عندما تطيع التغير لكن هذا غير صحيح لأنها مجرد أفكار تأتي وتذهب في عقل محدود. إن كل الأحداث والتجارب وكل الأشياء التي كنت تحكم عليها سواء بالفشل أو النجاح بالتعاسة أو السعادة أيا كانت جميعها من المفترض أن تحدث وهى ليست محض صدفة ولو عند أي مستوى ذري، ليس هناك من فوضى في هذا الكون كل شيء تدبير من الله.

إن البعض يخشى التغيير إلا أنه ضروري لنمونا الروحي في الحياة، وأن الخوف هو تكتيك ليعيدك لدائرة الآنا ودفاعاتها، للأسف عندما نرفض التغير الذي يوجهك الكون إليه وتعدل الطريق الذي رسمه الله لك، حينها فقط تحكم على نفسك بضياع جميع تيسير ونعم الله. عندما يختار الإنسان أن يعيش وفقاً لمحددات الآنا المتصلبة لا وفق القوانين الكونية، حينها سيجد صعوبة في قبول كل ما هو جديد وكل ما هو جميل لأنه غير مألوف بالنسبة للآنا، وينتهي به الأمر بالهرب من تلك الحقيقة الذي وضعها الله إلى دائرة أمان كلفت عقله وقت طويل في صناعتها، بالنهاية يحكم أبواب مداركه ويصد روحه أمام نعم الله الكثيرة.

عندما تقرر الحياة بتغير شيئاً ما في حياتنا، تأكد تماما أنها، تريد إبعادك عن كل شيء يستنزف طاقتك روحيا وجسديا تحريرك من الانعزال والوحدة والألم والانفصال، التغير يحثك دائماً بأنك شيء لا ينفصل عن هذا الكون. أتذكر في مرحلة ما في حياتي حين رفضت التغير وتجاهلت رسائل الله لي بتغير ما أفعله وأن أتبع ما يلهمني وما تقوله تلك الروح، وقتها أخترت قواعد الآنا وحدودها ولكن سرعان ما يكون الله رحيم بنا ، وانتهى الأمر بي بتقبل حقيقه واحدة أن الشيء الثابت في هذا الكون الفسيح هو التغير.

يجب عليك فهم أن الله يعمل من أجلنا وعلينا أن نكون أكثر صبرا وثقه بالله. عش الحياة من منطلق روحك وأعلم أن حياتك مقدسة وأنك تستحق كل الخير وبعدها أفتح عينك على معجزات الله

نعم السر ببساطة هو أنك عندما تخالف روحك المتأصلة بكل شيء خلقه الله وتتبع ما يقرره الأخرون وتتبع قواعد العقل الباليه، تتدخل يد الله الرحيمة لتعدل مسارك بطريقة لا تعلم كيف، إن المطلوب منا عندما يزورنا التغير هو أن لا نقاوم هذا التغير الآتي بل أقبله ورحب به. عليك أن تعلم هو عندما يقرر الله بتغير شيئاً في حياتك هذا يعني أنك لا تسير على الطريق المتصلة بروح العالم وأنك تسيئ فهم الروح المرتبطة بكل ما هو محب ومسالم وتستسلم لشكوك العقل الزائف التي تقنعك بأن شيء منفصل عن هذا الكون وتدعم قوة وعظمة الظل "الأنا"، إذا أردت أن ترى الأبواب مفتوحة في حياتك عليك أن تفصل نفسك عما تقوله الآنا، وتسمح لنفسك أن تعيش بواسطتها.

عليك أن تتغير أولاً إن كنت تعيش من منطلق ما تمليه عليك الآنا، وأن تعيد اتصالك بكل شيء في هذا العالم بحب وثقة بالله ولا عليك من أي شيء، أدخل أعماق نفسك يقول الله تعالی: "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ". "أنت تحصد ما تزرع في تلك المساحة من عقلك" إن كنت تظن أن تغير شيء خارج إرادتك دعني أقول لك أن كل شئ في حياتك يكمن في عقلك في تلك الأفكار التي تزرعها دوماً، هناك قاعدة كونية ثابته تقول "أنت تجلب ما أنت عليه وليس ما تريد"، أنظر إلى نفسك جيدا ستفهم معنى ما أنت علية ومعنى كل شيء يحيط بك، كلما مضيت أعمق كلما توافرت القوة لتغير الأشياء بطريقه ساحرة .

خلال فترة زمنية ربما خلال عام ستكون أنت في مكان أفضل بكثير مما أنت عليه الآن وكأن الله يريد أن يخبرك أنه قد حان وقت التغير، لو سألتك ما هو حلمك؟ كن صريحاً مع نفسك، أسال هؤلاء الذين تقابلهم يومياً، ما هو حقاً الذي تود فعله؟ بصدق ستجد الإجابة كالتالي أريد عملي الخاص بي وقد تجيبك أريد شريك حياة مناسب لي وقد.. وقد.. العديد من الأحلام. ولكن للأسف نحن لا نعطي أنفسنا الشجاعة لنكون صادقين مع أنفسنا وأن نواجهها بما نريد، نتبع ظنون العقل ومخاوفه ونشك بكل شيء جميل فقط لنرضي ذلك العقل الفاني.

يجب عليك فهم أن الله يعمل من أجلنا وعلينا أن نكون أكثر صبرا وثقه بالله. عش الحياة من منطلق روحك وأعلم أن حياتك مقدسة وأنك تستحق كل الخير وبعدها أفتح عينك على معجزات الله. نعم، قد آن الأوان لتسير في طريق آخر أتخذ أول الخطوات قل للحياة نعم لا مزيد من التأجيل ولا لتبرير ولا مكان للخوف أخلق حياة مسالمة لتعيش فيها. وتذكر نحن لا نرى الأمور كما هي، نراها كما نحن.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.