شعار قسم مدونات

لماذا ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الثدي؟

blogs - سرطان الثدي

إذا تأملت الوجوه في مركز الأورام والعناية بالثدي تحديدا في منطقة الاستقبال سوف تحس بالرهبة والخوف مما يعتري وجوه النسوة وذويهم في تلك اللحظات الحاسمة قبل الدخول إلى الطبيب وإعلامهن بأن ما قمن به من كشف ذاتي وغيره من الإعلامات التي تلقينهن قد أكدت مخاوفهن وما يخشين سمعاه قد حدث. قامت الممرضة بعد ساعة تقريبا من حضورنا بإدخالنا إلى المرحلة الثانية وهي إعداد النساء والفتيات العشر بإعطائهن ملابس مريحة تسهل عملية الكشف ومن ثم جلسن في غرفة أخرى أكثر خصوصية جلسن فيها لوحدهن في انتظار الخطوة التالية وتم نداء الأولي وساد الصمت لفترة وجيزة بعد ذلك انفكت الألسنة المذعورة في الحديث وأصبح الدعاء بصوت مسموع بعد أن كان الصمت سيد الموقف وأصوات خرزات السبح هو المسموع دعين لأولي الداخلات للطبيب وهن لا يعرفنها بأن يلطف الله بها وتبلغ بسلامة ما أتت من أجله.

  

بعد خروجها دخلت أخري وذهبت للمرحلة التي تليها وتنوعت الحالات والأشكال جئن من بيئات مختلفة ومن أماكن بعضها بعيد وبعدها قريب حملن في دواخلهن هم واحد أن يكن غير مصابات بسرطان الثدي. الثدي الذي أرضعن به أطفالهن وأصبحوا أناس أصحاء بفضله يدبون في الأرض حياة وفتوة وهو نفس الثدي العليل الآن ويعاني من أسواء ما يمكن أن يبتلى به الإنسان.

   
تمت معاينة تلك النسوة وخرجن جمعيهن مسرورات إلا اثنتين واحدة تعدت الثلاثين بقليل وقد أصيب الثدي الآخر لديها بعد أن تم إزالة الأول خرجت باكية هي ووالدتها وقد أدمت القلوب إذ في هذه اللحظات تتجلي المشاعر الإنسانية في أحسن حالاتها وأصدقها إذ يعافيك الله مما تخافه وتخشاه ويصيب به غيرك وقد تراه يمتلئ حياة وشبابا وغادرت أخرى خمسينية وهي متجلدة وقد تقبلت الأمر بثبات وإيمان جعلت الحضور يستمد منها الفخر في كل النساء اللائي أصبن بهذا المرض الذي أصبح كالزكام وسط مجموعات النساء.

  

سرطان الثدي يهاجم حياتنا في العالم العربي ولذلك يجب أن نتّحد ضد هذا المرض ونجري الفحص الذاتي شهرياً وصورة الماموغرام سنوياً بعد سن الأربعين

وقد تم تعرفيه بأنه يُعرّف سرطان الثدي بأنه نمو غير طبيعي للخلايا المبطنة لقنوات الحليب أو لفصوص الثدي غالباً ما يتكون الورم السرطاني في قنوات نقل الحليب وأحياناً في الفصوص وجزء بسيط جداً في بقية الأنسجة، الأوعية الليمفاوية هي قنوات تحمل سائل شفاف ينقل مخلفات الأنسجة وخلايا المناعة من الثدي إلى عقد صغيرة تسمى العقد الليمفاوية غالباً ما تصب الأوعية اللمفاوية إلى العقد الموجودة في منطقة الإبط وأحياناً إلى العقد فوق عظمة الترقوة أو تحت عظمة القص.

 

تستطيع الخلايا السرطانية الدخول إلى القنوات اللمفاوية والانتشار من خلال هذه القنوات إلى العقد الليمفاوية ومن ثم إلى أعضاء الجسم الأخرى وذلك عن طريق الأوعية الليمفاوية أو الأوردة الدموية. يُصنّف إلى أنواع عديدة وذلك استناداً إلى مكان المنشأ القنوات أو الفصوص أو الأنسجة الضامة مدى انتشاره إلى الأنسجة المجاورة في الثدي الغازي أم عدم انتشاره في موقعه وأخيراً إلى شكل الخلايا تحت المجهر.

وتتعدد أنواعه وطرق علاجه وكذلك مراحله هناك نساء يعرفن عنه ولكنهن يخشين أكثر من توابع الإعلان عنه فيجعلن المرض بينهن وأنفسهن إلى أن يصل  إلى مراحل متقدمة منه يعجز معه العلاج وتخمد أنفسهن وهن راضيات بقدر الله وحكمته وهذا حال فئة ليست قليلة من النساء في مجتمعاتنا التي لم تصل إليها التوعية الكافية بالكشف المبكر عن هذا الداء وهذه الاحصائيات نشرت مؤخرا وتؤكد ما ذهبنا إليه.38 في المئة  من مجمل الإصابات السرطانية في قطر هي لسرطان الثدي الذي يعتبر السبب الرئيس للوفيات من مرض السرطان.

53 في المئة من مجمل عدد الإصابات المشخصة بالسرطان في الكويت هي لسرطان الثدي.19.2 امرأة من بين 100000 في دولة الإمارات العربية المتحدة مصابة بسرطان الثدي. 22 في المئة من النساء في دولة اليمن مصابات بسرطان الثدي. 49،9 امرأة من كل 100000 في مملكة البحرين مصابة بسرطان الثدي. 76 امرأة من كل 100000 امرأة في لبنان مصابة بسرطان الثدي ومعظمهن تحت سن الخمسين. 13 امرأة من كل 100000 امرأة في المملكة العربية السعودية مصابة بسرطان الثدي.

وأكد مدير سجل الجزيرة للسرطان بالمعهد القومي دكتور محمد عثمان عبد الواحد خلال الاحتفالية التي نظمتها رابطة أصدقاء مرضى السرطان راما بالجزيرة مؤخرا أن سرطان الثدي هو الأول دون منازع في حالات الإصابة بين النساء حيث يمثل 32 في المئة من جملة الحالات بما يعادل 20 في المئة من جملة الحالات الواردة للمستشفى بودمدني بالسودان موضحاً أن أكثر الفئات العمرية المصابة تنحصر ما بين 45 و49 عاماً بمعدل إصابة 50 حالة لكل مائة ألف إمرأة مشيراً إلى معاينة حوالى 340 الى 500 امرأة مصابة بسرطان الثدي سنوياً ولفت عبد الواحد الى أن أغلبية الحالات تأتي الى المستشفى في طور متأخر من التشخيص مما أدى الى جعل كلمة السرطان والموت مترادفتان، مؤكداً أهمية هذه الأرقام فعلا تدعو إلى الهلع.

سرطان الثدي يهاجم حياتنا في العالم العربي ولذلك يجب أن نتّحد ضد هذا المرض ونجري الفحص الذاتي شهرياً وصورة الماموغرام سنوياً بعد سن الأربعين كي نهزم سرطان وعلي مراكز البحوث والجهات المختصة أن تقف علي هذا الامر بجدية وتجد معالجات ناجعة للتعريف بمسببات هذا المرض الذي يستعر انتشاره استعار النار في الحطب وارتفعت معدلات الإصابة به بصورة تدعو فعلا للالتفات إلى أسبابه ونشرها دون مراعاة لأي جهات تسببت في إصابة نسائنا بهذا النوع من الأمراض المكلفة في علاجها ماديا ونفسيا ولكل شيء سببا هناك من يشير إلى المواد الحافظة وآخرين إلى الزيوت النباتية المكررة تكرريا عاليا وآخرون إلى الوجبات الجاهزة علي كل يجب البحث عن الأسباب الحقيقة لذلك فكل من تسأله عن المسببات ينوعها ولا يفسرها تحديدا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.