تفجير الكرادة.. عندما غطى لون الدماء ملابس العيد

Women react at the site after a suicide car bomb attack at the shopping area of Karrada, a largely Shi'ite district, in Baghdad, Iraq July 4, 2016. REUTERS/Ahmed Saad

تفجير الكرادة في بغداد ضرب منطقة تجارية تعج بالمتسوقين المدنيين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان 2016، حيث تسببت السيارة المفخخة في اندلاع نيران هائلة في السيارات والحافلات والمتاجر، نتج عنها مقتل أكثر من 292 وجرح أكثر من 200 شخص، وسط تنديد بفساد الحكومة ومطالبات بتحقيقات واسعة.

سيارة مفخخة
التفجير وقع فجر الأحد 3 يوليو/تموز 2016 بمنطقة مكتظة بالمدنيين في حي الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد أثناء تناول رواد السوق وجبة السحور، وسارع تنظيم الدولة الإسلامية إلى تبنّيه موضحا أنه استهدف تجمعا للحشد الشعبي في المنطقة.

تم التفجير عبر سيارة مفخخة انفجرت قرب أحد المطاعم، وأسفر عن تدمير ثلاثة مراكز تسوق، واحتراق عدد كبير من السيارات والحافلات التي كانت مركونة بالمنطقة، مما تسبب في اندلاع نيران كثيفة في محلات تجارية حوصر داخلها المتسوقون المدنيون الذين كان عددهم كبيرا لكون المنطقة تشهد إقبالا مكثفا من العائلات في مثل هذا التوقيت من كل عام لاقتناء مستلزمات عيد الفطر.

بسبب ذلك، كان عدد الضحايا كبيرا إذ بلغ أكثر من 292 قتيلا وأكثر من 200 جريح.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتقل إلى عين المكان وسط حراسة أمنية مشددة وووجه بغضب شعبي عارم حيث رشق الأهالي الغاضبون سيارته بالنعال والحجارة، منددين بغياب الحماية الأمنية وانتشار الفساد الذي يسهل وقوع مثل هذه التفجيرات الدامية.

وحاول هو من جهته أن يهدئ الأوضاع، فصادق على تنفيذ جملة إعدامات في حق متهمين بتنفيذ عمليات إرهابية، وأُقيل مسؤولون أمنيون في الكرادة "استجابة لمطالب أهالي المنطقة بمحاسبة المسؤولين عن وقوع التفجير".

أجهزة فاسدة
كما أعلن العبادي فتح تحقيق في قضايا الفساد المتعلقة بالمعدات الأمنية، وسحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدويا من الحواجز، والتي كشفت تحقيقات صحفية أنها فاسدة ولا تصلح أصلا لكشف المتفجرات، علما أن الشرطة استمرت في استخدامها رغم الفضيحة المتعلقة بصفقة شرائها في عهد سلفه نوري المالكي.

وبيعت المعدات المحمولة باليد على أنها كاشفة عبوات ناسفة، في حين أنها تستخدم لتحديد مواقع كرات الغولف المفقودة. وقد كشف عن صفقة الأجهزة الفاسدة عام 2011 لكن إبرامها تم عام 2007، واعتقلت الشرطة البريطانية مدير شركة "أي تي أس سي" -الذي باعها للعراق بمبلغ 40 مليون دولار- في بريطانيا عام 2013، وحُكم عليه بعشر سنوات سجنا، وحظرت لندن عام 2010 تصدير هذه الأجهزة إلى العراق وأفغانستان حيث تنتشر قوات دولية.

وكان ضابط عراقي أكد في وقت سابق أن الأجهزة المزيفة بقيت تستخدم رغم مرور سنوات على كشف الفضيحة، وهو ما أكدته تفجيرات الكرادة. وقد أمر العبادي باستبدال المعدات بأخرى فعالة عند مداخل بغداد والمحافظات العراقية، وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام على أرواح ضحايا التفجير. 

"فاسدون"
رد فعل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان عنيفا إذ أكد أن مثل هذه التفجيرات "لن تنتهي"
ما دام من أسماهم بالوزراء الفاسدين المنتفعين من هذه التفجيرات متشبثون بمناصبهم، موضحا أن حكومة بغداد اختصرت عملها في الاستسلام للتفجيرات وغسل الدماء. ودعا الصدر الشعب العراقي إلى الانتفاض لأجل فرض معادلة سياسية وأمنية جديدة عبر المطالبة باستقالة المفسدين بجميع مراتبهم.

وقد عاشت العاصمة العراقية بغداد على مدار عام سلسلة تفجيرات استهدفت مناطق مختلفة وأوقعت مئات القتلى والجرحى، وكان أكثرها كثافة تلك التي وقعت في مايو/أيار 2016 والتي أدت إلى مقتل أكثر من 150 شخصا خلال أسبوع.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية