محمد عبده.. سفير الطرب الخليجي

Saudi singer Mohammed Abdo performs at the Spring Of Culture concert in Manama March 14, 2014. REUTERS/Hamad I Mohammed (BAHRAIN - Tags: ENTERTAINMENT)

أحد أهم كبار المغنين والملحنين في الوطن العربي؛ يعتبر من أوائل المغنين الذين نقلوا الأغنية السعودية من المحلية إلى الانتشار العربي الواسع وأكثر من ساهم في تطويرها. لفت الأنظار بصوته العذب وقدرته المميزة على التلحين، وأطلق عليه الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة لقب "فنان العرب".

المولد والنشأة
ولد محمد عبده عثمان آل دهل العسيري يوم 12 يونيو/حزيران 1949 في مدينة جازان بأقصى جنوبي السعودية، عانى من الفقر واليتم صغيرا بعد وفاة والده وهو في السادسة من عمره.

سافر وهو صغير مع عائلته إلى مدينة جدة وسكن في حي الهنداوية. عملت أمه لإعالته وشقيقه أحمد قبل أن يدخلا القسم الداخلي بدار الأيتام في جدة، بعد أن خشيت أمهما عليهما من تركهما وحدهما في فترات عملها الطويلة.

الدراسة والتكوين
التحق عبده بالمعهد الصناعي للتخصص في صناعة السفن من أجل تحقيق حلمه بالعمل بحاراً مثل والده، ورغم أنه أكمل دراسته في المعهد في عام 1963، إلا أنه لم يحقق هدفه بسبب حبه الشديد للفن والغناء.

وكان من المفترض أن يسافر إلى إيطاليا لإكمال دراسة صناعة السفن، ولكنه حوّل وجهته إلى بيروت لدراسة الفن بعد نصيحة من مكتشفه عباس فائق غزاوي، الذي غنى معه في الإذاعة في برنامج "بابا عباس".

التجربة الفنية
سافر محمد عبده إلى بيروت برفقه غزاوي والشاعر طاهر زمخشري وتعرفوا هناك على الملحن السوري محمد محسن الذي لحن أول أغنية خاصة لمحمد عبده، وهي أغنية "خاصمت عيني من سنين" التي كانت أول أغنية يسجلها في الإذاعة.

دخل بعدها بقوة في عالم الفن وساعده في ذلك تعرفه على الشاعر إبراهيم خفاجي، وتعاونه مع الموسيقار طارق عبد الحكيم في أغنية "سكة التايهين"، التي كانت إعلانا لانطلاقته الحقيقية في عالم الفن وذلك عام 1966.

وفي عام 1967 خاض أول تجربة في التلحين بأغنية "الرمش الطويل" التي باعت أكثر من ثلاثين ألف أسطوانة. وفي العام ذاته قدم أغنية "لنا الله" من ألحان طارق عبد الحكيم، كما غنى من أشعار عبد الله الفيصل "هلا يابو شعر ثاير".

مع بداية سبعينيات القرن العشرين وصلت شهرة عبده إلى دول الخليج المجاورة، فتعاون مع الشاعر الكويتي فائق عبد الجليل والملحن الكويتي يوسف المهنا في أغنية "أبعاد" التي نقلت شهرته إلى الوطن العربي محققة انتشارا غير مسبوق للأغنية خليجية، وهو ما شجعه على دخول عالم الأغنية الطويلة.

وخلال تلك الفترة خاض أول تجربة تمثيل له في مسلسل "أغاني في بحر الأماني"، وفي الثمانينيات أقام حفلا غنائيا في تونس حضره الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي أطلق عليه بعدها لقب "فنان العرب".

دخل مرحلة فنية جديدة بالتعاون مع الموسيقار عبد الرب إدريس في أغاني "محتاج لها" و"بعتذر" و"كلك نظر"، وفيها فرض على الملحن الشهير أسلوبه الفني فحققت نجاحات منقطعة النظير، وأصبح بفضلها أحد أهم المغنين في العالم العربي. وفي نفس الفترة قدم أغاني "وهم" و"العقد" وغناهما لأول مرة في حفل كبير في جنيف صيف 1988.

وفي نهاية فترة الثمانينيات وبعد أن طرح ألبوم "المسافة" في عام 1989، توقف عن الغناء لأسباب مجهولة ولمدة ثماني سنوات، غير أنه خلال هذا التوقف قدم أغاني "أنشودة المطر" و"البراوز" وعدة جلسات خاصة. كما طرح ثلاثة ألبومات وطنية خلال حرب الخليج لتحرير الكويت.

عاد بقوة عام 1997 إلى الساحة الفنية من خلال حفل خاص أقامه في لندن بمناسبة اليوم الوطني للسعودية، وقدم فيه 21 أغنية جديدة دفعة واحدة، وكان أول فنان عربي يقدم خمس ألبومات دفعة واحدة، وواصل بعدها تقديم الحفلات بشكل مكثف.

الجوائز والأوسمة
حصل محمد عبده على وسام وميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية للملك السعودي فهد ووسام بورقيبة للثقافة من الدرجة الثانية عام 1982، كما فاز بالأسطوانة الذهبية عام 1989، وبجائزة الموسيقى العالمية لأفضل أداء حي، وبجائزة الموسيقى العالمية لأفضل فنان ترفيهي في العالم لعام 1998.

المصدر : الجزيرة + الصحافة السعودية + مواقع إلكترونية