جنتيلوني.. رئيس الحكومة الإيطالية المؤيد لتركيا بـ"الأوروبي"

Italy's Foreign Minister Paolo Gentiloni talks to reporters after receiving a mandate to try to form the country's new government, at the Quirinal Palace in Rome, Italy December 11, 2016. REUTERS/Remo Casilli TPX IMAGES OF THE DAY

المولد والنشأة
ولد باولو جنتيلوني بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 بالعاصمة الإيطالية روما، وينحدر من عائلة ذات أصول نبيلة تحمل درجة كونت (ألغيت الألقاب النبيلة مع بدء الحقبة الجمهورية عام 1948).

الدراسة والتكوين
درس جنتيلوني العلوم السياسية وتخرج في جامعة لاسابيانزا.

الوظائف والمسؤوليات
بعد تخرجه اشتغل جنتيلوني بالصحافة، كما عين متحدثا باسم عمدة روما السابق فرانشيسكو روتيللي بين 1993 و2001.

اختير لاحقا وزيرا للاتصالات (2006-2008) في حكومة رومانو برودي، ثم وزيرا للخارجية في حكومة صديقه ماتيو رينزي في خريف 2014.

التجربة السياسية
تبنى جنتيلوني منذ شبابه الأفكار اليسارية، وانضم مطلع السبعينيات لتشكيلات اليسار الشيوعي والاشتراكي المدافع عن حقوق العمال، حتى بدايات الثمانينيات حين بدأ يساند الحركة المدافعة عن البيئة في إيطاليا، التي تولى عام 1984 رئاسة تحرير مجلتها "البيئة الجديدة".

التحق عام 1993 بفريق عمدة روما المنتخب حديثاً فرانشيسكو روتيللي (حزب الخضر) ليصبح ناطقاً رسميا باسمه ومسؤولا عن إدارة السياحة في بلدية روما. 

انتخب عضوا في البرلمان الإيطالي عام 2001، واختير قبيل الانتخابات لتنسيق حملة يسار الوسط المسمى "الزيتون" برئاسة فرانشيسكو روتيللي في الانتخابات السياسية التي جرت العام نفسه، وأسفرت عن هزيمة ذلك التحالف وانتصار خصمه سيلفيو برلسكوني على رأس ائتلاف لتنظيمات يمين الوسط.

كان أحد مؤسسي حزب الديمقراطية والحرية المعروف باسم "لامارغاريتا" عام 2002، وشغل منصب الناطق باسم الحزب نحو خمس سنوات.

كما ترأس لجنة مراقبة بث القناة الرسمية "راي" التي تمول من أموال الشعب بين 2005 و2006.

وفي 2006 عرف المسار السياسي لباولو جنتيلوني انعطافة نوعية بتعيينه وزيرا للاتصالات، وهو المنصب الذي ظل فيه عامين. وجاء التعيين عقب مشاركته في انتخابات 2006 عن التكتل البرلماني "شجرة الزيتون" الذي قاده رومانو برودي.

وفي 2007، أسهم باولو جنتيلوني في إنشاء الحزب الديمقراطي الذي أسسه اتحاد الديمقراطيين الاشتراكيين، واليسار المسيحي.

وفي 2008 انتخب جنتيلوني عضوا بالبرلمان الذي سيطرت عليه كتلة المحافظين بزعامة سيلفيو بيرلسكوني، وفي 2013 حافظ على مقعده بالمؤسسة التشريعية، قبل أن يعين وزيرا للخارجية عام 2014 في حكومة رفيق دربه ماتيو رينزي، خلفا لفيدريكا موغيريني التي عينت مفوضة عليا للسياسة الأوروبية الخارجية والأمنية. 

كان جنتيلوني من مؤيدي مشاركة إيطاليا في "الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا"، وأكد في حوارات صحفية أن روما لا يمكن أن تسمح بانتشار "النشاط الإرهابي" في بلد لا تفصله عن إيطاليا سوى كيلومترات قليلة.

كما أيد جنتيلوني حكومة المجلس الرئاسي في ليبيا التي يتزعمها فايز السراج، وأسهم في توفير الدعم الإغاثي والسياسي لها في المحافل الأوروبية والأممية.

وفي مارس/آذار 2015، فاجأ كثيرين بزيارته لكوبا حيث التقى رئيسها راؤول كاسترو.

ووجهت انتقادات كثيرة لجنتيلوني على خلفية ردود فعل الخارجية الإيطالية عقب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر في الثالث من فبراير/شباط 2016.

وحل ريجيني بمصر لجمع معلومات تتعلق ببحثه لشهادة الدكتوراه، فاختطف وعُذب حتى الموت، مما أثار غضبا كبيرا على مستوى العالم، وأزم العلاقات بين القاهرة وروما التي طالبت بالكشف عن قتلته.

يعدّ جنتيلوني أحد أقوى المؤيدين الأوروبيين لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وجدد التأكيد على ذلك في أكثر من مناسبة، ملقيا باللائمة على تعثر الحوار الأوروبي مع تركيا على "بعض الدول الأوروبية التي تعارض التقارب الأوروبي مع أنقرة، وتقول "لا، أبدا لتركيا"، من دون أن يسميها.

وشدد (في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ) على أن "إيطاليا لن تكون الدولة التي توصد الباب الأوروبي في وجه أنقرة".

وبخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة، أقر جنتيلوني بأنه لم يكن يتوقع انتصار دونالد ترمب  "على الإطلاق، فقد كنت أفضل نتيجة مختلفة بلا شك، ولكن منذ أن فاز دونالد ترمب بالانتخابات تغير كل شيء، فهو رئيس الولايات المتحدة، البلد الحليف الرئيسي لنا منذ سبعين عاما".

ويؤيد جنتيلوني الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث دعا مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 إلى "طرح موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية على المستوى الأوروبي".

ويؤمن جنتيلوني بضرورة مكافحة الهجرة غير النظامية عن طريق حزمة مساعدات تقدم للدول الأفريقية، كما يدعو إلى مزيد من التعاون مع دول المتوسط.

وبخصوص سوريا، يرى جنتيلوني أنه لا يرى أي مستقبل لبشار الأسد في البلاد، وهو ما أكده صراحة في 11 يوليو/تموز 2014 حين قال إن "مستقبل سوريا لا يمكن أن يقوده بشار الأسد، وتحقيق ذلك هو التحدي الماثل أمام المجتمع الدولي". 

ويوم 11 ديسمبر/كانون الأول 2016، أعلن متحدث باسم الرئاسة الإيطالية أن الرئيس سيرجيو ماتاريلا قام بتكليف باولو جنتيلوني بتشكيل حكومة جديدة عقب استقالة رئيس الوزراء ماتيو رينزي.

واستقال رينزي إثر رفض الإيطاليين إصلاحات دستورية اقترحها للاستفتاء، حيث رأت فيها المعارضة تكريسا لسلطات رئيس الحكومة.

وكلف جنتيلوني بتشكيل الحكومة التي ستقود البلاد لحين إجراء الانتخابات المقررة فبراير/شباط 2018.

ويتهم الخصوم جنتيلوني -وفي مقدمتهم حركة "خمسة نجوم" الشعبوية– بأنه مجرد نسخة أخرى من ماتيو رينزي، مما يعني -بحسب وجهة نظرهم- أن تعيينه رئيسا للحكومة معناه استمرار النهج نفسه والسياسات نفسها.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات