رواندا.. ربع قرن على إبادة الأيام المئة

يوافق اليوم -السابع من أبريل/نيسان- مرور نحو ربع قرن على الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994، وقد تمكنت البلاد من تجاوز الحقبة السوداء وانخرطت في عمليات تطوير وتنمية، حتى باتت توصف اليوم بأنها رمز الحداثة في القارة الأفريقية ووجه أفريقيا المشرق.

وقد ارتبطت العاصمة الرواندية كيغالي في أذهان كثيرين بأكبر حرب إبادة قبلية شهدتها البشرية في القرن العشرين؛ أما اليوم، فمعالم الحسن تعلو كافة أرجائها. ففي رواندا عالم غير متناه من ملامح التطور والتنمية، ومن الألقاب الدولية التي حازت عليها كيغالي لقب "الأكثر أمنا" في القارة، و"الأنظف" بين عواصم أفريقيا، و"أيقونة التنمية الأفريقية الحديثة".

يقول الباحث الرواندي فيدريم موغابي "أصبحت كيغالي اليوم إحدى أفضل المدن في العالم، فهي آمنة ونظيفة وخضراء وجاذبة، وتحتضن العديد من الملتقيات الاقتصادية وقمم الاتحاد الأفريقي، وهذا يدل على أنها مدينة متطورة".

متحف الإبادة
وقد استطاع الروانديون تحويل محنة ذكرى الإبادة إلى منحة عبر تأسيس متحف يرتاده السياح فيخبر زواره بأن المدينة تأرجحت بين زمنين: زمن أبقاها في دائرة البؤس، وزمن قادها نحو التطور.

ويعد مركز المؤتمرات الدولي مفخرة العاصمة الرواندية وأحد عناوين الحداثة فيها، وهو الأول من نوعه في منطقة البحيرات العظمى، وقد استضاف المركز حتى اللحظة قمتين أفريقيتين.

يذكر أن مليشيات قبائل أغلبية الهوتو بدأت في السابع من أبريل/نيسان 1994 ملاحقتها لقبائل أقلية التوتسي والهوتو المعتدلين، وخلال مئة يوم قتل أكثر من ثمانمئة ألف شخص بأشد الطرق وحشية.

وكان سبب وقوع الإبادة الجماعية قصف الطائرة التي تقل الرئيس الرواندي السابق المنتمي إلى الهوتو جوفينال هابياريمانا في السادس من أبريل/نيسان 1994، ولم يعرف حتى اليوم المسؤول عن هذا الحادث.

وفي منتصف يوليو/تموز 1994، استطاعت قوات الجبهة الوطنية الرواندية التي يتزعمها الرئيس الرواندي الحالي بول كاغامي، بسط سيطرتها على البلاد.

المصدر : الجزيرة