"الحرية" الهولندي.. حزب يعد بإغلاق المساجد ومنع الحجاب

الموسوعة - شعار حزب الحرية الهولندي المتطرف party of freedom
حزب سياسي هولندي ذو توجهات يمينية متطرفة، يتزعمه غيرت فيلدرز المعروف بكراهيته للمسلمين وتوجهاته المعادية للأجانب، ويحظى بتمثيل شعبي وحضور في البرلمان الهولندي.
التأسيس
تأسس حزب الحرية في 2006، وأصبح بشكل مبكر رقما مهما في المشهد السياسي الهولندي؛ حيث حقق نتائج انتخابية معتبرة في أغلب الاستحقاقات التي شهدتها هولندا بعد تأسيسه.
زعيم حزب الحرية هو اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الذي عرف بعدائه الشديد للمسلمين، ومطالبته بشكل دائم بحظر المظاهر الإسلامية والتضييق على المسلمين، ومنع اللاجئين من دخول هولندا، وغيرها من الأفكار والمواقف التي تظهر عداءه الشديد لكل ما له علاقة بالمسلمين.
المسار السياسي
وقبل تأسيس حزب الحرية كان فيلدرز بدأ نشاطه السياسي عندما اختير عضوا في مجلس بلدية أوتريتش عن الحزب الليبرالي عام 1997، ثم قرر في سبتمبر/أيلول الانشقاق عن الحزب الليبيرالي وأنشأ كتلة سماها "كتلة فيلدرز"، بعد أن فشل في توجيه خط الحزب الليبرالي نحو أيديولوجيته الداعية لطرد المسلمين "المتشددين" وغيرها من النقاط التي ضمنها لاحقا في برنامج حزبه.

كانت أول انتخابات يخوضها حزب الحرية انتخابات 2006، وحصل فيها على 6% من أصوات الناخبين ودخل البرلمان بتسعة مقاعد من أصل 150 مقعدا، لكن هذه النسبة ارتفعت في الانتخابات اللاحقة، حيث فاز في انتخابات 2010 بـ24 مقعدا برلمانيا، وحصل على عشرة مقاعد في مجلس الشيوخ، وأربعة نواب في البرلمان الأوروبي من أصل 25 مقعدا مخصصا لهولندا في البرلمان الأوروبي.

وفي عام 2012 تمت الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة بعدما سحب حزب "الحرية" دعمه لحكومة الأقلية الائتلافية، وهو ما ترتبت عليه استقالة الحكومة في أبريل/نسيان 2012، وتنظيم انتخابات مبكرة في سبتمبر/أيلول 2012، وهي الانتخابات التي تكبد فيها حزب الحرية خسارة فادحة متراجعا إلى 15 مقعدا برلمانيا مقابل 24 مقعدا حصل عليها في انتخابات 2010.
التوجه الفكري
يوصف حزب الحرية الهولندي بأنه حزب يميني يتخذ من معاداة الإسلام خطا سياسيا معلنا، وتوجها أيديولوجيا صارما، كما ينشط في مناهضة الأجانب بشكل عام، ويعارض البقاء في الاتحاد الأوروبي، ويرفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، ويحذر بشكل مستمر من أي تمدد إضافي للاتحاد الأوروبي نحو مزيد من دول أوروبا الشرقية.
وأوصلته مواقفه اليمينية المناهضة للإسلام والأجانب والاتحاد الأوروبي للبرلمان، ومكنته من تحقيق نتائج انتخابية معتبرة في الاستحقاقات التي شهدتها هولندا منذ عام 2006.
ومن أهم الأفكار والمواقف التي يتأسس عليها البرنامج السياسي لحزب الحرية وتنعكس في برامجه الانتخابية ما يلي:
– إغلاق حدود هولندا أمام المسلمين.
– منع دخول اللاجئين القادمين من سوريا والعراق إلى هولندا، وإلغاء إقامة اللاجئين الموجودين حاليا في هولندا.
– إغلاق المساجد، ومنع تدريس وقراءة القرآن الكريم.
– منع النساء المسلمات من ارتداء الحجاب.
– حظر كل الرموز الإسلامية في هولندا.
– الزج بالمتشددين في السجون.
– رفض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
– المطالبة بخروج هولندا من الاتحاد الأوروبي.
تهم ومحاكمات
عرف رئيس الحزب بتصريحاته المثيرة والمعادية للمسلمين، حيث شبه القرآن الكريم أكثر من مرة بكتاب أدولف هتلر (كفاحي)، وهاجم الشعائر والرموز الإسلامية مرارا وتكرارا، وأنتج فيلم "فتنة" الذي يقارن الإسلام بالفاشية، وبثه فيلدرز على الإنترنت، ومدته 17 دقيقة.

وخضع لمحاكمات قضائية عديدة بسبب خطبه وتوجهاته العنصرية، فقد حوكم عام 2007 بتهم إثارة الكراهية والتمييز، وأدين عام 2010 لوصفه الإسلام بأنه دين "فاشي" ومطالبته بحظر القرآن الكريم، مدعيا أن فيه "أشياء فظيعة"، وذلك في تصريحات نشرها بين أكتوبر/تشرين الأول 2006 ومارس/آذار 2008 في صحف هولندية ومنتديات على الإنترنت، وفي فيلمه المسمى "فتنة".

وفضلا عن هجومه المستمر على الإسلام والمسلمين، خصّ المغاربة بنصيب وافر من هجماته وتصريحاته المثيرة، ووصفهم ذات مرة بالحثالة، وقال إنهم "ضالعون بنسبة كبيرة في الجرائم طبقا للإحصاءات"، وأنهم يستفيدون من المزايا الاجتماعية.
وخضع من جديد للمحاكمة بعد أن تقدم 6400 شخص بشكاوى ضده بعد تصريحات أدلى بها في مهرجان انتخابي عام 2014 تضمنت تمييزا وإهانة للمغاربة، حيث سأل فيلدرز مؤيديه عما إذا كانوا يريدون مغاربة أكثر أم أقل في هولندا"، وعندما هتف المؤيدون "أقل.. أقل"، ابتسم فيلدرز، قائلا: "سنعمل على تحقيق ذلك".
وبالإضافة إلى التهم التي تلاحقه بالتمييز والكراهية، فقد أجرت معه المخابرات السرية الهولندية تحقيقا أمنيا بتهمة إقامة علاقات أمنية مع إسرائيل كفيلة بتشكيل تهديد على أمن هولندا، بحسب ما نقله موقع "أن آر جي" الإسرائيلي. وأضاف الموقع أن فيلدرز قام بعدة زيارات لإسرائيل، وله مواقف مناصرة لها في هولندا، وركزت المخابرات الهولندية (AIVD) تحقيقاتها معه على زياراته لإسرائيل بين عامي 2009-2010.
وسبق لفيلدرز أن زار إسرائيل بعد إكماله تعليمه الثانوي وعاش في إحدى مستوطناتها، حيث عمل متطوعا لسنوات في بعض التعاونيات الزراعية المعروفة "بالموشاف"، ومن هنا جاءت علاقته القوية بإسرائيل وتضامنه الدائم معها، حيث يصف نفسه بأنه "صديق حقيقي لها".
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية